ما من صفة أجمل من خفر المرأة الذي يضفي عليها جمالاً وجاذبية ووقاراً، نفتقده في أغلبية نساء اليوم، فإن ترى الخفر في امرأة فذاك أصبح من النادر جداً إن لم نقل من الغرائب. الخَفَرُ، بالتحريك: شِدَّةُ الحياء، تقول منه: خَفِرَ، بالكسر، وخَفِرَتِ المرأةُ خَفَراً وخَفارَةً، فهي خَفِرَةٌ، على الفعل، ومُتَخَفِّرَةٌ وخَفِيرٌ من نسوة خَفائِرَ، ومِخْفارٌ على النّسَبِ أو الكثرة؛ قال: دارٌ لِجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفار وتَخَفَّرَتْ: اشْتَدَّ حياؤها. وخَفَرَ الرجلَ وخَفَرَ به وعليه يَخْفِرُ خَفْراً: أجاره ومنعه وأمَّنَهُ، وكان له خفيراً يمنعه، وكذلك تَخَفَّرَ به. وخَفَرَه استجار به وسأله أن يكون له خفيراً، وخَفَّرَه تَخْفِيراً؛ قال أبو جُنْدبٍ الهُذَلِيُّ: ولكـــِـنَّنِي جَمـْـــرُ الغَـضَــا من ورائِـهِ يُخَفِّرُنِي سَيْفي إذا لم أُخَفَّر وفلانٌ خَفِيري أَي الذي أُجيره. والخَفِيرُ: المجير، فكل واحد منهم خفير لصاحبه، والاسم من ذلك كله الخُفْرَةُ والخَفارَةُ والخُفارَةُ، بالفتح والضم، وقيل: الخُفْرَةُ والخُفارَةُ والخَفارَةُ والخِفارَةُ الأَمانُ، وهو من ذلك الأوَّل. الخَفِيرُ هو المجير، خَفِيرُ القوم مُجيرهم الذي يكونون في ضمانه ما داموا في بلاده، وهو يَخفِر القومَ خَفارَةً. والخَفارَةُ: الذِّمَّةُ، وانتهاكها إخْفارٌ. ويقال: أَخْفَرْته إِذا بَعَثْتَ معه خَفِيراً، والاسم الخُفْرَةُ، بالضم، وهي الذمة. يقال: وَفَتْ خُفْرَتُك، وكذلك الخُفارة، بالضم، والخِفارَة، بالكسر، وأخْفَرَه نقض عهده وخاسَ به وغَدَره. وأَخْفَرَ الذمة: لم يَفِ بها. وفي الحديث: من صلى الغداة فإِنه في ذمّة الله فلا تُخْفِرُنَّ الله في ذمته؛ أي لا تؤذوا المؤمن؛ قال زهير: فإِنَّكُمُ، وقَوْمـاً أَخْفَــرُوكُمْ لكالدِّيباجِ مالَ به العَبَاءُ وخَفَرَتْ ذِمَّةُ فلان خُفُوراً إذا لم يُوفَ بها ولم تَتِمَّ؛ وأخْفَرْتُ الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. وفي بعض الحديث: الدموع خُفَرُ العُيون؛ الخُفَرُ جمع خُفْرَةٍ، وهي الذمة أي أن الدموع التي تجري خوفاً من الله تعالى تُجِيرُ العيون من النار. ابن الفارض: عَيْني جَرَحَتْ وَجْنَتَهُ بالنّظَرَ منْ رقَّتها فاعجبْ لحسنِ الأثرِ لم أجنِ، وقد جَنَيتُ وَرْدَ الخَفَرِ إلاّ لِتَرَى كيفَ انشِقاقُ القَمَرِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae