نتسرع كثيراً في الحكم على أفعال وتصرفات الآخرين ونسيئ فهمهم ولا نقدر الأمور في نصابها الحقيقي، والمشكلة أننا نصر أحياناً بصواب الذي نعيه ونؤمن به، فنكتشف فيما بعد خطأنا من صوابنا، ويكون درساً للبعض وعارضا طبيعيا للبعض الآخر. قد نخسر أشياءً كثيرة في حياتنا نتيجة تسرعنا فلا يمكنك استرجاع الحجر بعد إلقائه و لا يمكن استرجاع الكلمات بعد نطقها، من هنا نتأكد بشكل أكيد أن التسرع في الحكم على المظاهر قد يضيع علينا علاقات إنسانية مختلفة ناهيك عن تلك الحالة التي تتملكنا قبل أن نعرف حقيقتها بالواقع لأننا لم نعط المساحة الحقيقية للآخرين وكما قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم» صدق الله العظيم. يحكى أن سيدة شابة كانت تنتظر طائرتها في مطار دولي كبير ولأنها كانت ستنتظر كثيرا – اشترت كتابا ً لتقرأ فيه واشترت أيضا علبة بسكويت بدأت تقرأ كتابها أثناء انتظارها للطائرة كان يجلس بجانبها رجل يقرأ في كتابه عندما بدأت في قضم أول قطعة بسكويت التي كانت موضوعة على الكرسي بينها وبين الرجل فوجئت بأن الرجل بدأ في قضم قطعة بسكويت من نفس العلبة التي كانت هي تأكل منها بدأت هي بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة في وجهه لقلة ذوقه كل قضمة كانت تأكلها هي من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضا ًزادت عصبيتها لكنها كتمت في نفسها عندما بقي في كيس البسكويت قطعة واحدة فقط نظرت إليها وقالت في نفسها «ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن؟» لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف قالت في نفسها «هذا لا يحتمل». كظمت غيظها أخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة وعندما جلست في مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلفة بالحقيبة!! صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت في حقيبتها وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !! أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها وقاسمها في علبة البسكويت الخاصة به بدون أن يتذمر أو يشتكي !! وازداد شعورها بالعار والخجل أثناء شعورها بالخجل لم تجد وقتا ولا كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عما حدث من قلة ذوقها! Maary191@hotmail.com