قبل 30 عاماً إلا بضعة أيام ارتبطتُ بـ “الاتحاد” محرراً بالقسم الرياضي ثم رئيساً للقسم، ثم مديراً لتحرير الرياضة في مسيرة حافلة بالآمال والطموحات والتضحيات. وكم كُنت محظوظاً بحجم النجاحات التي حققها “الاتحاد الرياضي” طوال العقود الثلاثة الماضية، بتوفيق من الله، وبفضل تعاون كل الزملاء الذين آمنوا بأن قارئ “الاتحاد” يستحق خدمة صحفية متميزة من شأنها أن تعزز ثقته في تلك الوجبة الصحفية اليومية التي يتناولها مع قهوة الصباح. وخلال تلك المسيرة الطويلة، تولّدت لدينا قناعة بأن التفوق المهني لا يكتمل إلا بمبادرات إنسانية تُعلي من شأن المهنة، وتجسد مقولة إن الصحافة الحقيقية هي التي تصنع الحدث ولا تكتفي برصده ومتابعته. وكم كانت المسيرة حافلة بالمحطات المهمة التي منحت “الاتحاد الرياضي” العديد من الجوائز، وآخرها الفوز بلقب “الملحق الذهبي” بعد منافسة شريفة مع أفضل الصحف الخليجية التي توّلت تغطية دورة الخليج التاسعة عشرة “مسقط 2009”. ويقيني أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا قناعة المسؤولين عن الصحيفة بأهمية الشريحة المستهدفة، وبأن التميز يجب أن يكون عنواناً بارزاً لكل ما نقدمه للقارئ الذي وضع ثقته فينا. واليوم.. أقف على مشارف مرحلة جديدة، حيث تشرفتُ بقرار إدارة شركة “أبوظبي للإعلام” وسعادة رئيس تحرير الاتحاد بتعييني مديراً لتحرير الصحيفة، وهو القرار الذي أعتبره تحدياً مهنياً جديداً لا سيما أنه يرتبط بصحيفة آمنت منذ انطلاقتها قبل 40 عاماً بأنها صوت الوطن ونبض المواطن، ويبدو المشهد وكأنني أغادر غرفة صغيرة لأخدم البيت الكبير الذي لم أدخل باباً غيره منذ أن وطأت قدماي هذه الأرض الطيبة التي لا تحمل في ثناياها سوى كل الخير للجميع. وبرغم أن المهمة الجديدة تختلف شكلاً ومضموناً عمّا سبقها من مهام، إلا أن روح الأسرة الواحدة التي تسود أجواء العمل داخل “الاتحاد” فيها ما يكفي من ضمانات لتحقيق النجاح المنشود. وتبقى “الاتحاد” دائماً وأبداً رمزاً للتميز والمصداقية. وتبقى “الاتحاد” دائماً كبيرة بقُرائها، قوية بأبنائها الذين يدركون جيداً أن غايتهم إرضاء القارئ داخل الدولة وخارجها. وإذ أغادر القسم الرياضي لتولي المنصب الجديد، فإنني على ثقة بأن الزميل محمد البادع يملك من المؤهلات والقدرات ما يعينه على الوفاء بالتزامات رئاسة القسم الرياضي. وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.