شاب مواطن تتمناه ألف حسناء، كامل الأوصاف، أصل وفصل وحسب ونسب، متخرج في أعرق الجامعات الأميركية ويعمل في وظيفة مرموقة يحسده عليها أصدقاؤه وربعه، لديه منزله الخاص، يعني باختصار جاهز من مجميعه كما يقول المصريون، يبحث عن زوجة أحلامه من بنات بلاده واضعاً لها معايير ومواصفات خاصة وفريدة، مفصلة على ذوقه ومزاجه وهواه، جميلة بيضاء رشيقة طويلة، جامعية، بنت أصول ونسب، خالية من الأمراض الوراثية، ومن العيوب الخلقية، وحاصلة على شهادة اللياقة الصحية، ولديها شهادة حسن سيرة وسلوك، لا تدخن ولا تحب التسوق، دمها خفيف وتحب السعادة، تكره النكد والزن، وتحب ممارسة الرياضة. بحث طويلا ولم ييأس متمسكا بإيمانه ببنات بلاده في انتظار فتاة أحلامه التي تمتلك قلبه وتحرك أحاسيسه. وقبل أيام جاءه صديقان خبيثان يتمتعان بخبرات عتيقة عميقة في شؤون الزواج وأموره، أحدهما متزوج من مواطنتين حولتا حياته إلى ما يشبه الجحيم وينوي التثليث لتأديبهما بعربية حسناء من خارج الحدود، وآخر طلق أم العيال ليجدد حياته بالزواج من حسناء تشبه زوجة صديقه الثالثة. قالا له وهما من الناصحين، أن يعيد النظر في شروط فتاة الأحلام، لأنها شبه مستحيلة، وليس هناك من لديها كل هذه المواصفات، ولو أنه استبعد شرط أن تكون من بنات بلاده، سيجد مراده في القريب العاجل. قال زوج الاثنتين وهو عليم خبير بالزوجات المواطنات وبمعاشرتهن التي تنغص الحياة وتقلب الموازين وتزيد الدين والهم ولا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، أن عليه ببنات إخواننا العرب وما أكثرهن وما أجملهن وما أرخص مهورهن مقارنة بمهور المواطنات، وأهم من كل ذلك أنك ستعيش بلا ديون ولا التزامات طويلة الأجل. وأكد المطلق ما ذهب إليه صاحبه، بل وزاد وأردف أن العربية لو غضبت ستسافر إلى بيت أهلها بدون رجعة وتفتك منها ومن شرورها، أما المواطنة فقصتها طويلة عويصة ويدخل فيها من له شأن ومن ليس له دراية، بل ويتدخل الجيران من أجل المصالحة وفي كل الأحوال تكون أنت الغلطان وأنت الخسران وتضطر لدفع الهدايا والرضايا من أجل إعادة الأمور إلى المعتاد. جلس الشاب يراجع نفسه وشروطه فقد بدت الصورة فاتنة وأعجب بنصائح أهل الخبرة والدراية، واضعاً في باله أنه طالما قرر الدخول إلى القفص الذهبي بكامل قواه العقلية فيجب أن يختار الشريك المناسب. ترى هل يشد الرحال بحثا عن فتاة الأحلام خارج الحدود؟ أم سيتمسك بإيمانه بأن بنت بلاده ليس لها مثيل ولا بديل، وأن قصة صاحبيه ما هي إلا مجرد نزوات زائلة ومبالغة من أجل الهروب من الواقع ومن المسؤولية. bewaice@gmail.com