أبناؤنا كيف سيشغلون أوقات الفراغ خلال العطلة الصيفية؟ سؤال موسمي يواكب الانتهاء من فترة الامتحانات. هموم العطلة الصيفية التي انتظرها الأبناء طويلا تحمل في طياتها جهدا وقلقا من نوع آخر لا يقل عن ذلك الجهد الذي واجهته الأسر خلال العام الدراسي، وهي تدفع الأبناء وتحثهم على الدراسة والمواظبة على حل الواجبات المنزلية للحصول على تقديرات جيدة طوال تسعة أشهر في ظل مماطلة الأبناء وتهربهم. وتخوف الآباء والأمهات من تدني مستوى تحصيلهم مع بدء الأيام الأولى للإجازة الصيفية تبدأ المشاجرات اليومية بين الأشقاء أحيانا بلا أسباب. وعندما يدقق الأهل يجدون الأسباب بسيطة لكنها تعكس الكثير مما يعانونه في تصريف طاقاتهم الزائدة التي عادة ما تدفعهم للمطالبة بالسفر أو اصطحابهم إلى المراكز التجارية والأماكن المخصصة للعب أو إلى الحدائق العامة التي بلا شك هذه الأيام صعب التواجد فيها نظرا لدرجات الحرارة المرتفعة لتبقى الخيارات محدودة. لعل تلك الطاقات التي هي في الأصل نعمة وتعكس الصحة الجسدية والذهنية الجيدة التي يتمتعون بها تلك الطاقات التي إذا لم توجه التوجيه الصحيح تصبح نقمة لأسرتها ولمجتمعها خاصة الأبناء في مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة في ظل طرق الانحراف المشرعة الأبواب التي يتصيد من خلالها ضعاف النفوس، الذين يتفننون في ابتكار وسائل الإغراء للانجراف فيها دون أي وازع أو ضمير. من المهم استثمار العطلة الصيفية في تنمية مواهب الأبناء وهواياتهم الفنية والرياضية وغيرها لكن الأهم ممارسة تلك الهوايات في أجواء وأماكن مناسبة تحت رعاية مؤسسات المجتمع المختصة بحيث لا تنتهي العطلة إلا وقد اكتسب فيها الأبناء خبرات جديدة يستفيدون منها في بناء مستقبلهم. في صورة مشرقة وتقديرا لحجم المسؤولية بادرت عدد من الجهات الحكومية والخاصة، وأخذت على عاتقها ملء أوقات فراغ هؤلاء الأبناء بأعمال وأنشطة مفيدة تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة من خلال مراكز اعد لها بشكل منهجي من قبل خبراء ومختصين واعدت لها ميزانية كبيرة تعكس اهتمام الدولة بأبنائها. أوجدت متسعا من الأفق أمام الآباء لزيادة تلك الخيارات أمامهم لقضاء أبنائهم العطلة الصيفية بأمان واطمئنان. اشتملت تلك الأنشطة على عشرات المراكز لتحفيظ القرآن الكريم، الابتعاث العلمي خارج الدولة، مراكز للتدريب على فنون الرياضات المختلفة والرسم والخط وللمرة الأولى البرامج الطبية المبسطة لطالبات المدارس بكلية فاطمة للعلوم الصحية التي تسهم في الوعي الصحي الأسري، إضافة إلى عشرات المراكز متعددة الأنشطة للبنين والبنات في المدارس والجامعات وممارسة الأعمال. والأنشطة التطوعية. تحية صدق لكل من أسهم في الإعداد لخلايا النحل الصيفية، تلك التي تضم أبنائنا وترعى اهتماماتها ومواهبها لتشكل لها واحة رعاية وأمان وسط لهيب حر الصيف ورمضاء الانزلاق في براثن الانحراف. jameelrafee@admedia.ae