هل سيشهد هذا القرن – كما أكد علماء جامعة جورج تاون - زيادة في نسبة الأشخاص الأغبياء فعلاً؟ سؤال خطير جداً برغم طرافته أو غرابته أو استفزازيته لدى البعض، وبإمكان الإنسان أن يقرأ تفاصيله مسترخياً من خلال الصحيفة التي أوردت الخبر، لكن الأهم من السؤال هو الذي لم يقله لنا العلماء الأميركيون الذين حذروا من تزايد الأغبياء خلال هذا القرن، والسؤال هو: من هم هؤلاء الأغبياء ؟ وما هو الغباء المقصود حسب تجارب علماء جورج تاون؟
للمتنبي بيت شعر يقول فيه
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
فهل ذو العقل هو النقيض العلمي للغبي أم للجاهل؟ ومن هو الجاهل؟ هل هناك تعريف مطلق يمكن الأخذ به في هذا المجال، في الوقت الذي نرى فيه جنوناً يجتاح العالم كله، فحتى الطبيعة لم تسلم، جنون في السياسة والاقتصاد يقتلع الحياة من عيون الأطفال والفقراء والبائسين والذين لا حول لهم ولا قوة، بينما يطلق العالم على هذا الجنون صفات رنانة تضعه في مصافي العقل والتعقل وتزيد فتقول بأنه لخير الإنسان والإنسانية ولحماية الحرية والحق والعدالة والحضارة الإنسانية !
فأيهما أكثر غباء هنا: أصحاب القوة أم الذين تسلط عليهم آلتها ونيرانها؟ علماء جامعة (جورج تاون) في العاصمة الأميركية واشنطن يؤكدون على أن الأغبياء يتزايدون وتحديداً في مناطق أفريقيا وجنوب شرق آسيا والجمهوريات السوفييتية السابقة، بسبب إشعاعات مفاعل تشيرنوبل، وتزايد انتشار المواد السامة في الجو، وقلة الحديد في التربة مما يؤثر على المحاصيل الزراعية ويجعلها فقيرة بالمكونات الغذائية الضرورية لجسد وعقل الإنسان!
علماء الجامعة العريقة ـ وباعتبارهم علماء ـ لم يقولوا لنا من هم المتسببون في كل هذه الكوارث الإنسانية والبيئية التي قادت وستقود بشكل دائم إلى إفراز أكبر عدد من الأغبياء، وكأن هدف القوى العظمى في العالم الآن أصبح إنتاج بشر أغبياء، ومتخلفين ذهنياً وجسدياً لأسباب نجهلها تماماً، وإلا فماذا أنتجت القنبلة الذرية وإشعاعات الأسلحة المحرمة التي استخدمت في الحروب وإشعاعات المفاعلات الذرية والنفايات و.... ؟ نحن نسأل لأننا لم نتحول إلى أغبياء بعد لأن المطلوب أن لا تسمع هذه الأسئلة أبداً !
لقد وقف الرجل الأبيض منذ عدة قرون مذهولاً أمام نواتج حضارات أميركا القديمة، في الوقت الذي لم يتمكن فيه سكان هذه الحضارات من استيعاب منتجات حضارة الرجل الأبيض، فأيهما كان اكثر غباء من الآخر؟ وبمعنى آخر من هو الغبي ومن هو الذكي منهما ؟
وهل تعمد الرجل الأبيض القضاء على تلك الحضارات ليتخلص من الأغبياء من وجهة نظره أو ممن يفوقونه ذكاء في الحقيقة أم هي مجرد حروب جشع وطمع لا تستقيم إلا بنهاية أحد أطراف الصراع لا أكثر ولا أقل ؟ خاصة وأنها حصلت في الزمن الذي لم يتسمم فيه الجو بالإشعاعات الخطيرة كما هو الحال في أيامنا هذه ؟!
إن أحد أسباب الغباء كما حددها العلماء يكمن في إشعاعات اليورانيوم، وزيادة انتشار الرصاص في البيئة، وهذا تحديداً ما تسببه الانفجارات والقنابل والأسلحة البيولوجية التي تفجر في الشرق الأوسط منذ أكثر من عشر سنوات وخلال حروب استخدمت فيها كافة الأسلحة الخطيرة التي تولد كل السموم التي يقول العلماء إن وجودها في الجو سبب كاف لزيادة نسبة الأغبياء ! فما الذي يمكن أن نستنتجه من كل ذلك؟

ayya-222@hotmail.com