عند الوداع تتبعثر الكلمات وتتناثر المشاعر، وعند الرحيل يكون اللسان عاجزاً عن رد الجميل، أكتب الحروف لكي تحكي ولكنها اختارت أن تبكي ومن حق صحافة الإمارات أن تذرف دموع الحزن على فراق أحد أعمدتها وروادها، فما أقساها من لحظة وما أصعبها من أيام كيف يرحل من علمني كل شيء في عالم الإعلام ومن علمني أن الحياة لا تستوي إن غابت الأحلام، ورغم ما علمني، ها أنا عاجز عن صياغة الكلام الملائم ليليق بمقام من علمني ووداع عصام سالم. لا أعرف من أين أبدأ، ولا أتمكن من ترتيب أفكاري، فكلها مشتتة، أحاول استجماع قواي ولكنها مؤقتة، هو أخي الأكبر وأستاذي فكانت العلاقة أكبر من الوصف، سيذهب عصام ويرحل عنا، ولكنه سيبقى معنا، لن نراك كما اعتدنا ولكن عندما نرتب قلوبنا سنجدك هنا. مدرسة الاتحاد الرياضي، هو الذي أسسها وجعل منها الصحيفة الرياضية الأهم في الوطن العربي وكان يصل الليل بالنهار لكي يتمكن من تحقيق حلمه الكبير، نعم فعصام سالم لا يتوقف عن الأحلام وكلما أعطته الحياة جوائز ازداد هو تواضعاً وازداد إصراراً على نجاح أكبر، وكلما شعرنا أننا وصلنا إلى القمة، هو وحده الذي كان يعلم أن هناك المزيد من النجاح في الأفق. فخور ويحق لي الفخر أنني خريج مدرسة عصام، الأخ الأكبر والأستاذ الذي قدم للعالم العربي تجربة صحفية هي الأهم، وتمكن من قيادة الثورة في الصحافة الرياضية الإماراتية لكي تصبح الأنجح والأقوى في العالم العربي. عندما وقف الإعلامي القطري الكبير سعد الرميحي ذات مساء في الدوحة وليقول أمام حشد كبير من المسؤولين إن الاتحاد الرياضي هو أفضل ملحق يومي عالمي، فهي شهادة من شخص خبير ومتمرس وأحد كبار رجال الإعلام، وهي شهادة تحسب لمدرسة عصام. وعندما كانت بعض الأصوات تقلل من إمكانية نجاح العنصر المواطن في الصحافة الرياضية، كان هو يؤمن بدوره الذي لن ينساه التاريخ في تأهيل الكوادر المواطنة، وكان يأخذ بأيدينا ويضع كامل ثقته فينا، وبالفعل كانت هذه العناصر عند مستوى الثقة وانظروا إليهم اليوم أصبحوا يمسكون بالزمام، فهم تتلمذوا على يديه في مدرسة عصام. أخيراً اخترت الرحيل وأنت في القمة وتركت لنا إرثاً هائلاً وذكريات ستظل تراودنا، عشناها مع إنسان وأخ ومعلم، كان بالنسبة لنا مصباحاً أضاء لنا الطريق ونعاهدك أن لا نتعثر يا من كنت لنا مصدر الإلهام ويكفينا فخراً أننا تلاميذك وخريجو مدرسة عصام. ralzaabi@hotmail.com