كنت تلقيت عدداً من الردود الإيجابية على مقالة كتبتها في نفس الزاوية حملت اسم “الأفكار عندما تكبر”، أصف فيها الطفرة السياحية التي شهدتها الإمارات بشكل عام وإمارة دبي على وجه الخصوص. وأن الأفكار الإبداعية الصغيرة لابد في يوم من الأيام أن تكبر وتسهم في استقطاب مئات الآلاف من السياح وأن أفكاراً صغيرة مثل مهرجان صيف دبي كبرت وهي تجني ثمار العمل والجهد والتخطيط السليم الذي توافق مع رحلة بناء دبي الحديثة منذ منتصف الثمانينيات، والحقيقة هالني كم ردود الفعل على المقالة التي دفعتني للكتابة مجدداً في هذا الموضوع. نجحت دبي كإمارة تقبع في قلب الحدث بأن تستثمر كل عوامل البناء بدءاً من الاستثمار في الإنسان نفسه وتهيئته ليتبوأ المكان المرموق المناسب له للإسهام في قيادة هذه الطفرة. مر الجميع في مرحلة الإعداد والتجهيز ومن ثم مرحلة التقييم ومن ثم مرحلة تحمل المسؤولية. فخلقت أجيالاً من القيادات، وأصبحنا نشاهد الجيل الأول والثاني والثالث والرابع من القيادات. كل هذا العمل جاء وفق استراتيجيات مدروسة حتى وصلنا اليوم إلى هذه المرتبة من الشرف والتي تؤهلنا لاستقبال ضيوفنا الكرام في صيف ساخن جداً وهنا تكمن عبقرية الأفكار الإبداعية. استضافت دبي الكثير من المؤتمرات والأحداث العالمية. من منا على سبيل المثال لا يذكر أولمبياد الشطرنج العالمي الذي شاركت فيه ما يقارب عن 42 دولة؟ من منا لا يزور كل سنة معرض “جايتكس” الخاص بعالم ووسائل الاتصالات الحديثة وتقنية المعلومات؟ من منا لا يهتم بمعرض الطيران الذي يقام كل سنة؟ كلها أحداث واستضافات مهدت لتصبح الإمارات ودبي أكبر وجهة سياحية في الشرق الأوسط، لاسيما في ظل وجود البنية التحتية التي تضاهي أكبر الدول في العالم من منتجعات سياحية وفنادق لا مثيل لها في العالم ومراكز تجارية ومواصلات سهلة على أحدث مستوى من الرفاهية، فكان طبيعياً أن ننجح ونستقطب مئات الآلاف من السياح نجدهم كلهم يزورون الإمارات ودبي في كل المواسم والفصول وأكثر من مرة في السنة، ومن يريد الأكثر فليتجه لمعرفة كم من المسافرين دخلوا من مطار دبي في السنة أو أي مطار من مطارات الإمارات وسيكتشف حجم هذه السياحة، أو بجولة واحدة إلى مراكزنا التجارية المنتشرة في إمارات الدولة سيكتشف حقيقة وصدق هذا الكلام على أرض الواقع. دائما ما تكون الأفكار الإبداعية صغيرة جدا ولكنها تكبر إذا ما وجدت المسؤول الذي يري ما لا يراه الكثيرون فيحرص على أن تكبر هذه الأفكار، علينا البحث عن هذه الأفكار وقبلها يجب أن نبحث عن هذا المسؤول القادر على تبني وتحويل الأفكار الإبداعية إلى ناتج يستفيد منه كل من يعيش في هذه البلاد. إبراهيم العسم