هناك قطاعات كبيرة في الدولة تسعى بدون كلل أو ملل لتحقيق الهدف الصفر، وهو هدف كبير عظيم. وفي مقدمة هذه القطاعات وزارة الداخلية التي تخوض تحدياً كبيراً رصدت له كل الإمكانات والموارد لتحقيق صفر، أو الرؤية الصفرية كما يطلق عليها أهل الاختصاص.
وهي رؤية تنطلق من توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتعد من مكونات استراتيجية الوزارة التي تستهدف الوصول إلي الرقم صفر في معدل الحوادث والجرائم وغيرها من قضايا تعزيز دعائم الأمن والاستقرار الذي تتمتع به الإمارات بفضل من الله، وبفضل الجهد الاستثنائي لأجهزة الوزارة التي حرصت القيادة الرشيدة علي توفير كل الموارد البشرية والإمكانات لها، لتصبح بهذا المستوى الرفيع من الأداء الذي ساهم في تعزيز مناخ التنافسية للدولة، وجعل الإمارات مركز ثقل اقتصاديا إقليميا مهماً في المنطقة ونقطة جذب للاستثمارات العالمية.
ومن هذا المنطلق نستوعب النتائج التي أعلن عنها العقيد مهندس حسين الحارثي مدير مديريات المرور في أبوظبي خلال مؤتمره الصحفي يوم أمس الأول، والتي كشفت نجاح الخطط والبرامج المرورية في خفض وفيات الحوادث لتصل إلى 8,9 لكل مئة ألف من السكان، وفق نتائج الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة ب13,4 خلال العام الماضي، وقد كانت 17,4 عام 2007. وبلغ إجمالي وفيات الحوادث المرورية العام الجاري 276 شخصاً بينما كانت في العام الماضي 411 حالة وفاة. كما انخفضت الإصابات البليغة في الحوادث من 489 إصابة العام الفائت إلى 290 في الربع الثالث من عامنا هذا. وأشار المسؤول المروري الي تكثيف إجراءات الضبط والردع المروريين بتنويع أساليب وتكتيات المتابعة سواء من خلال نشر الرادارات وتطبيق مشروع السرعة الانتقالية بين الطرق بحسب الألوان التي ستصبغ بها وتركيب لوحات إلكترونية، مع زيادت جرعات الحملات التوعوية، كل ذلك بهدف الوصول الى خفض معدل وفيات الحوادث والإصابات البليغة الناجمة عنها إلى 20% بحلول العام 2012، وصولاً بأعداد الوفيات في حوادث الطرق الى الرقم صفر، وفق الرؤية الصفرية. وهو جهد كبير بلاشك، يستهدف الحفاظ علي أغلى موارد البلاد، الإنسان. ويتطلب من الجميع التفاعل معها، وتضافر الجهود لإنجاحها.
وفي نفس اليوم الذي كنت اتابع فيه هذه النتائج المرورية الإيجابية، تابعت تقريراً عن إنجاز “صفري” جديد للدولة، تمثل في نجاح الدولة بخفض وفيات المواليد إلى الصفر، وهو الإنجاز الذي يجيء ثمرة الرعاية المتكاملة للقيادة الرشيدة لبرامج الأمومة والطفولة في البلاد والاعتناء بالخطط والمشروعات الصحية على اختلاف أنواعها وتخصصاتها. ولا يدرك قيمة هذا الإنجاز الصفري، الا أولئك الذين تابعوا مسيرة القطاع الصحي خلال العقود الأربعة الماضية. كما يتذكرون أولئك الذين عاصروا إنشاء مستشفى كندي أو الواحة في العين، كيف كانت نسبة وفيات المواليد في تلك الحقبة المبكرة من التاريخ الحديث للدولة، قبل أن يقطف أبناء هذا الوطن ثمار الخير الذي انتشر مع قيام الدولة. فتحية لكل جهد مخلص لأجل الإنسان في كل مجال يتعلق بحياة الإنسان في الإمارات.



ali.alamodi@admedia.ae