في اليوم الأخير من شهر أكتوبر المنصرم، تم إسدال الستار على واحدة من أنجح دورات معارض أكسبو العالمية، والتي أقيمت في مدينة شنغهاى الحاضرة الاقتصادية والصناعية للصين. وقد حقق المعرض أرقاما قياسية من حيث عدد البلدان المشاركة، والتي زاد عددها عن 189 دولة وأكثر من 50 منظمة دولية. ناهيك عن الزوار الذين تجاوز عددهم 74 مليون زائر، بزيادة أربعة ملايين زائر عن الرقم الذي استهدفه منظمو المعرض الذي استمر لستة أشهر.
وقد كان جناح الإمارات في المعرض مميزا ومتميزا في هذه المشاركة المميزة للإمارات. مميزا باعتباره ثاني أكبر الأجنحة المشاركة بعد جناح الدولة المضيفة، ومتميزا بتصميم الجناح الذي كان قبلة الزوار، وهو التصميم الذي استوحي من الكثبان الرملية، في إشارة إلى ارتباط إنسان هذه الأرض بالبيئة التي ينتمي إليها وتراثه الأصيل. وقد كان التصميم، إلى جانب إعجاب زوار المعرض، محل تقدير المؤسسات والكليات والجمعيات الهندسية في العالم. فقد حاز جائزتين للهندسة الإنشائية في الولايات المتحدة، الأولى من جمعية إيلينوى للهندسة الإنشائية عن أفضل مبنى من فئة الحجم المتوسط. والثانية من رابطة مهندسي الإنشاءات الأميركية التي منحت الجناح المرتبة الثانية في فئة التصاميم العالمية. كما كانت مشاركة الدولة متميزة بنوعية الأنشطة والفعاليات المرافقة، وبالذات مشاركة فرقة الفنون الشعبية التي قدمت صورا من الفنون التراثية لوطن العطاء والمحبة، وكذلك متطوعي «تكاتف» الذين كانت الأفواج المتتالية منهم نعم السفراء لإمارات الخير. كما كانت المشاركة متميزة بنوعية المادة المعروضة داخل الجناح، والتي تجعل الزوار يخرجون منه مبهورين بما شاهدوا من فصول إنجازات كأنما في الأحلام أو الخيال تحققت على أرض الإمارات. وكما جاء في استطلاع أجرته جامعة «شنغهاى جياو تونغ»، إحدى أكبر الجامعات هناك، فقد كان جناح الإمارات الأكثر شعبية في المدينة التي تعد مع توابعها نحو خمسة وثلاثين مليون نسمة. كما كانت مشاركة الدولة في هذه الدورة من معارض «أكسبو» متميزة بعدد الشركات الإماراتية التي حرصت على إنجاح المشاركة في مسلك يعبر عن تغيير في تفكير القطاع الخاص والمشترك، بأن شرف تمثيل الإمارات مسؤولية الجميع. كانت هناك شركات من كبريات الشركات الإماراتية، وفي مقدمتها شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و»طيران الإمارات» ومجموعة شركاتها، وشركة «مصدر» وشركة الاستثمار والتطوير السياحي التي تقود قاطرة بناء جزيرة الأحلام في السعديات، وغيرها من الشركات الإماراتية التي لا يتسع المجال لذكرها ولها منا كل التقدير.
ونحن نهنئ الإخوة في المجلس الوطني للإعلام على هذا النجاح، نتمنى عليهم وهم يستعدون لتفكيك مبنى الجناح أو «الكثبان» أن يعيدوا تركيبه في متنزه خليفة في العاصمة، حتى يكون معرضا دائما لمشاركات الدولة في دورات معارض»إكسبو»، والتي هي إلى جانب كونها منصة للتعريف بإنجازات الدولة، فهي جسر للتواصل مع النهج الذي حرصت على ترسيخه إمارات المحبة منذ بواكير التأسيس والمتمثل في بناء جسور الصداقة والتعاون مع الجميع في أجواء من التسامح والانفتاح وتعزيز المصالح المتبادلة على قواعد متينة من الاحترام المتبادل.


ali.alamodi@admedia.ae