وثيقة من ذهب، صاغها رجال من ذهب، مستلهمين رؤى قائد من ذهب، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لتجعل الإمارات من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي لقيام الدولة في عام 2021، وماهو بكثير أو بعيد على من يملكون الإخلاص والإرادة والهمم العالية والعزائم الكبيرة. بهذا الإدراك والفهم والحب نستقبل الوثيقة الوطنية التي تمخضت عن الخلوة الحكومية برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله أمس الأول. وثيقة تحلق بنا نحو معارج وآفاق جديدة من التميز والريادة، تنطلق من بناء قوي متين قام على دعائم صلبة من غرس الآباء المؤسسين الذي رسموا نهجاً واضح المعالم عماده إنسان هذا الوطن، فكان كل جهد يتمحور حوله وينطلق به ومعه، وتم توظيف كل الموارد، وحشدت الطاقات حتى أصبحت إماراتنا اليوم في هذا المستوى من الرخاء والازدهار والتقدم، واحة طيبة الأفياء يقطف ثمارها المواطن، وتصل بجودها إلى الشقيق والصديق، منارة للحق والعدل والخير والعطاء، حتى أضحت عنواناً لكل ما فيه خير البشرية جمعاء. واليوم عندما تصدر هذه الوثيقة الوطنية المباركة، فإنما لتؤكد مسار الخير الذي خُط على أرض هذا الوطن الغالي في الثاني من ديسمبر 1971، وتؤكد الالتزام بالنهج ذاته مع استيعاب متغيرات وتحديات العصر، مسار يحدد الأولويات والالتزامات باتجاه التمكين الشامل للوطن والمواطن. وثيقة تمثل خريطة طريق للمستقبل الواعد بالمزيد من الإنجازات والعطاء والنماء، توفر أعلى وأرقى مستويات الحياة المعيشية ذات الجودة العالية لأبناء الإمارات وللأجيال القادمة وسط بيئة ثرية من التنوع والتميز اعتماداً على شعب طموح واتحاد قوي واقتصاد تنافسي مستقر منيع من خلال الركائز والعناصر الاربعة الرئيسة التي احتوتها الوثيقة. ولعل من أهمها تعزيز التلاحم الوطني ووحدة الأرض والأسرة باعتبارها من أهم مكونات المجتمع، وشحذ الهمم والطاقات لأجل تعزيزها وصون هويتها الوطنية، وفي الوقت ذاته الانفتاح على ثقافات وحضارات الآخرين استناداً لروح التسامح الذي جبلنا عليه لما يمثله ذلك من دور كبير في تعزيز الاعتزاز الوطني والاستقرار الاجتماعي. لقد جاءت الوثيقة لتجديد العهد في التمسك بنهج الآباء المؤسسين حتى يبقى اتحادنا وفياً للأهداف التي قام من أجلها في الحفاظ على تماسك وتضامن أعضائه، ويواصل النمو في الضمير الوطني باعتباره”مركز الولاء الأول والأخير لأبناء الإمارات”. كما حرصت الوثيقة على تذكير جيل اليوم والأجيال المقبلة بأن ما تحقق من إنجازات جبارة وضعت الإمارات في مصاف الأمم المتقدمة، وحصد ثمارها أبناء الإمارات، لم يكن مجرد ضربة حظ بل كان نتاج تضحيات جسام وعمل دؤوب سهرت عليه قيادة رشيدة. وتحقق ما تحقق بالعمل الجاد البنّاء المخلص. وكما أشارت الوثيقة، فإن بلوغ النجاح العملي يكمن في “الالتزام والتفاني والتحلي بأخلاقيات مهنية رفيعة والشعور بالرضى والإقبال على العمل بدأب، اعتماداً على الذات وروح المبادرة العالية لتخطي العقبات بحس ريادي قوي”، وهو المطلوب استمراره من كل فرد فينا لتواصل مسيرة الخير إنجازاتها وحصاد الخير فيها بقيادة خليفة الخير وإخوانه الميامين.