تتفرّد العربية بتفاصيل دون غيرها من اللغات، وقد أجريت شبه استطلاع لدى العارفين باللغات الأخرى، فأجمعوا على ذلك التفرد والامتياز، ويبدو من العسير جداً ترجمة هذه التفاصيل العربية إلى اللغات الأخرى بدقة المعنى المراد به، وهذا سر من أسرار لغتنا الجميلة. يقال للشعر إلى شحمة الأذن «الوفرة»، فإذا ألمت بالمنكب فهي «لَمَّةُ»، ويسمى «الأنزع» الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته، فإذا ازداد قليلاً فهو «أجْلَحُ» فإذا بلغ النصف أو نحوه فهو «أجلى» ثم هو «أجْلَه». و«الأفرَع» التام الشعر الذي لم يذهب منه شيءٌ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفْرَعَ، وإذا سال الشعرُ من الرأس حتَّى يغطي الجبهة والوجه، فذلك «الغَمَمُ»، يقال «رجل أغم الوجه». ويقال رجل «ملهوز» إذا بدا الشيب في رأسه، ثم هو «أشمط» إذا اختلط السواد والبياض، ثم هو «أشيب». و«القرن» في الحاجبين: أن يطولا حتى يلتقي طرفاهما، و«البَلَجُ» أن يتقطَّعا حتى يكون ما بينهما نقياً من الشعر، والعرب تستحبه وتكره القرن، و«الزَّجَجُ» طولُ الحاجبين ودِقَتهما وسبوغهما إلى مؤخر العينين. و«المقلة» شحمة العين التي تجمع السواد والبياض، والسواد الأعظم هو «الحدقة»، والأصغر هو «الناظر» وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمرآة إذا استقبلتها رأيت شخصك فيها، والذي تراه في الناظر هو شخصك، و«المأق» و«المؤق» واحد، وهو طرفها الذي يلي الأنف، و«اللحاظ» مؤخرها الذي يلي الصدغ، وقيل: «ذِنابةُ» العين مؤخرها، و«الخوص» صغر العين وغؤورها، فإن كان في مؤخرها ضيق فهو «حوص» وبه سمي الأحوص، و«النجل» سعتها وعظم مقلتها، و«الخزر» أن يكون الإنسان كأنه ينظر بمؤخرها و«الشوس» أن ينظر بإحدى عينيه ويميل وجهه في شق العين التي ينظر بها. و«الجيد» طول العنق، و«التلع» إشرافه، و«الهنع» تطامنه، و«الصعر» ميله، و«الغلب» غلظه، و«البتع» شِدَّتُهُ. و«الأخدعان» عرقان في موضع المحجمتين، وربما وقعت الشرْطة على أحدهما فينزف صاحبه، و«الودجان» العرقان اللذان يقطعهما الذابح، و«الوريدان» عرقان تزعم العرب أنهما من الوتين، و«الصليفان» ناحيتا العنق عن يمين وشمال، و«السالفتان» ناحيتا مقدم العنق عن يمين وشمال من لدن معلق القرط. الخُبز أرزي: ظماءُ العيونِ عصرنَ القدودَ كـــــأنَّهُمُ عطشوا فارتَوــــَوا زَهَــــــــــوا بفنون مَلاحتهم وقاموا على سُوقِهم فاستَوَوا حووا فتنةً وحـــــــووا فطنة وقــد حيرونـــا بما قد حَوَوا زووا عن مُحبيهمُ وصلَهـــــم ولو أنصفوا في الهوى ما زَوَوا Esmaiel.Hasan@admedia.ae