إن سألني التاريخ يوماً عنه، وكثرت علامات الاستفهام والتعجب فكيف أجيب، هل هو أسطورة أو ضرب من ضروب الخيال أم هو حقيقة حدثت في زمن من الأزمنة؟ كيف ستكون إجاباتي عن شخص يجف حبر قلمي مهما كتبت وعبرت فيه، وكلمات وعبارات أقصر في إيفاء حقها بكل الصور، كيف كان يبدو؟! وكيف كانت أفعاله؟ و ما هو السر الخفي وراء الوجه الباسم! وكيف كان لتلك الابتسامة التي يرسمها من قلبه بكل صدق وحنان ، تأثير قوي على كل من ناظرها سواء لطفل كانت أو هرم أو امرأة عجوز.. وكيف كانت تخلق للشاب أملا وتفاؤلا بغد ومستقبل أفضل ، وللطفل بحياة رغدة و عيشة هنيئة، وللشائب أو العجوز بماض وتراث لن يمحوه الزمن ، لرجل أعطى لنا سيرة تزهو بها السير ... لن أعطيهم الجواب الشافي ولكنني سأختصرها بعبارة أنه شخص كان نعمة من نعم الدنيا أنعم بها الخالق على بشر ،لشخص بكت الدنيا لرحيله، لشخص رثاه الشعراء بكل المعاني و العبر فقالوا «زايد كان قلب الحب في وطني والحب من بعده للقلب مفتقر».. لا أعرف كيف أصف تلك الحالة التي فجعتنا في خبر رحيله عن أعيننا ولا يمكنني أن أصف تلك الغصة والحرقة التي أصابت كل من عرف زايد، قريباً كان أو بعيداً صغيراً أو شيخاً كبيراً، مواطناً أو مقيماً، عربياً أو أجنبياً، مسلماً كان أو غير ذلك .. أنبكي فراق زايد كوالد أم نبكي تلك الأيام والإنجازات التي سهر و كلَ من أجلنا فلم يوفر جهداً وراحة لكي يحقق لنا وعده بجعل الإمارات والإماراتيين نبراس فخر وعظمة بين شعوب العالم ، وبالفعل حقق كل ما وعد به من حياة رغدة وعيشة هنيئة وكرامة وعزة وقوة ومحبة لشعبه يكفي أن يقولوا نحن أبناء زايد ... نعم نحن أبناء زايد، ذلك الاسم الذي أتوّجه على رأسي قبل أن أزينه بكلماتي وتعبيري ..أعزي نفسي وشعبي في يومٍ كان من أيام الزمن في الثاني من نوفمبر قبل ست سنوات كان الحكم والقدر في رحيل زايد بكت الدنيا وكل أوجه البشر..وكما قال الشاعر الإماراتي ياربّ هب لجموع الشعب تعزية وامنحهم الصبر حتى يرحل الكدر، واجعل نعيمك سكنى زايد فله أسمى سجل بفعل الخير مزدخر اليوم يلقاك يا الله مبتهجا فجنة الخلد للأبرار تنتظر إن سال دمعي ولم أمنع تدفقه فلست عن ذرفه للقوم اعتذر رحيل زايد هذا اليوم زلزلني ولا الأم فاني يا ورى بشر.. Maary191@hotmail.com