تنطلق اليوم، برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فعاليات حملة مجتمعية واسعة لشرطة أبوظبي تكثف خلالها - وعلى مدار أسبوع كامل - توعية أفراد المجتمع بمخاطر المخدرات والتصدي للمروجين لها، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
وتمثل الحملة صورة من صور الإصرار الذي تحمله استراتيجية وزارة الداخلية لحماية المجتمع وأفراده من هذه السموم، والتصدي بكل حزم وقوة لمروجيها، والعمل على تضافر الجهود الجماعية في مواجهة تجار هذه السموم، وفي الوقت ذاته مساعدة من وقع في براثن هذه الآفات، على التعافي منها، والعودة للمساهمة في خدمة أسرته ومجتمعه.
وبموازاة هذا الجهد التوعوي والتثقيفي والوقائي الذي تقوم به أجهزة وزارة الداخلية، فإن الجنود المجهولين فيها من العيون الساهرة على أمن وسلامة هذا الوطن الغالي، ومن فيه، يخوضون مواجهة شرسة للتصدي لتجار السموم الذين يتربصون وبكل شر، بأغلى من نملك، شبابنا الذين نعول عليهم الكثير، والذين حرصت الدولة على تعليمهم وإعدادهم وتأهليهم على أعلى المستويات، لينخرطوا في دورة البذل والعمل والعطاء، ورد الجميل لإمارات المحبة والوفاء.
وقبيل رنطلاق هذه الحملة بساعات، كنا نتابع أخباراً عن القبض على مروجين لهذه السموم الفتاكة، ولعل القبض على شخص في مطار دبي الدولي يحمل في أحشائه 95 كبسولة تحتوى 1,5 كيلو جرام من مخدر الهيروين، يجسد مقدار إصرار تجار السموم ومروجي المخدرات على استهداف هذا المجتمع وشبابه.
وتستهدف هذه العصابات هؤلاء الشباب، لأنهم في وطن أغدق عليهم بالخير ورغد العيش الكريم، وبالتالي يرون فيه صيداً ثميناً يمكن استغلاله وجره إلى أوكارهم السحيقة، وكذلك إلى هاوية الموت والسقوط التي يريدونها لهم.
إن ما كشفت عنه هيئة تنظيم الاتصالات عن وجود مواقع على الشبكة العنكبوتية تروج لما تطلق عليه “مخدرات رقمية”، ما هو إلا صورة من صور استهداف الشباب، وبيع الأوهام لهم، ووضعهم على طريق الانحراف. وقد خاطبت الهيئة وزارة الصحة، التي أكدت في تقريرها بهذا الشأن عدم وجود دليل علمي قاطع يثبت أن سماع تلك النوعية من الموسيقى “المخدرات الرقمية” يسبب هلوسة، أو له مفعول المخدرات نفسه. ولكن الأمر يتعلق بزرع الأوهام في نفوس الشباب وجرهم لما هو أفدح بمثل هذه الطرق والأساليب المشبوهة.
نعود ونقول، ونحن ندعو للتفاعل مع المضامين السامية والنبيلة، نجدد الدعوات بألا تأخذنا في تجار السموم لومة لائم، وتطبيق العقوبة الأشد التي نص عليها القانون في الدولة، وهي الإعدام، لأن من أراد قتل الأبرياء بسمومه وتقويض الأمن الاجتماعي للمجتمع يستحق هذه العقوبة، ونعلن عن تطبيقها في كل مرة تنفذ بحق المدانين بارتكابها، حتى يكونوا عبرة لكل من يريد اختبار تصميم الإمارات وحزمها في التعامل مع تجار السموم الذين يريدون الشر بها وبشبابها. فالأمر كما قلت يتعلق بالثروة الحقيقية لهذا الوطن، وهم شبابه رهان المستقبل الحقيقي في كل المجتمعات، ومن واجبنا جميعاً الالتفاف والتفاعل بكل قوة ومسؤولية مع جهود الدولة لحماية أبنائنا ومجتمعنا.


ali.alamodi@admedia.ae