أتمنى أن تكون وجهة نظري صحيحة وألا يخذلني فريق الوحدة فيما سوف أقوله، ولعلني أرى باختصار أن هذا الفريق يعيش نقلة جديدة في مستواه وفي خبرته على الصعيدين المحلي والآسيوي، وإن كان الصعيد الأخير هو مربط الفرس بالنسبة لما أريد قوله، فالفوز على فريق الكرامة السوري بمعقله بحمص لم يكن وليد الصدفة وما لفت انتباهي لهذا الفوز أن الوحدة حققه في ظروف في غاية القسوة كانت تقف حجر عثرة أمام أي فريق آخر. والذي يؤكد هذا الكلام أنها المرة الأولى التي يخسر فيها الفريق السوري من فريق عربي على الأقل في هذا الملعب والذي يقال عنه دائما إن الداخل إليه مولود والخارج منه مفقود. هذا الفوز تكمن أهميته في دلالته.. فلا أعتقد أن الوحدة من الممكن أن يصادف مباراة بهذه الصعوبة في كل مشواره الآسيوي القادم، وهو الأمر الذي يعطيه الثقة الكاملة في إمكانية تحقيق هذا اللقب الكبير لأول مرة في تاريخه.. وللمرة الثانية في تاريخ أندية الإمارات بعد العين الذي حاز لقب هذه البطولة في مهدها. ولعل ما حدث مؤخراً من انتصار كبير على فريق تشرشل الهندي يسير في نفس الاتجاه الذي نريد تأكيده وهو أن الوحدة وصل لمرحلة ملحوظة من النضج الكروي والخبرة القارية التي تعينه على الطمع في إحراز بطولة الأندية الأبطال. الفريق الوحداوي خلصنا من عقدة عدم القدرة على الإجادة أمام الفرق التي تقل عنا.. ولعب بمفهوم جديد تتساوى فيه الرغبة الجامحة في تحقيق الانتصار مع القدرات الفنية القادرة على إيجاد الحلول لضرب التكتلات الدفاعية التي كنا نحتار في التعامل معها في السابق. ولعل من قال إن نجاح الوحدة بهذه الصورة الملفتة في التعامل مع الدور التمهيدي الآسيوي هو نجاح لكرة الإمارات على وجه العموم وللأندية المشاركة في المشوار الآسيوي على وجه الخصوص قد أصاب، حيث إننا في منعطف حساس للغاية وكنا في أمس الحاجة لبرهان يزيدنا ثقة في أنفسنا وإمكانياتنا بعد أوجاع كثيرة أصابت كرة الإمارات في الداخل والخارج. كلمات أخيرة التهنئة واجبة لحامل الراية الدولي صالح المرزوقي بعد اختياره للمشاركة في تحكيم نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا في يونيو المقبل. ولعله يعيدنا لذكرياتنا الجميلة التي لا ننساها للمونديالي التاريخي علي بوجسيم ومن بعده حامل الراية الرهيب عيسى درويش. إن هذا الاختيار الصائب فيه الدلالة على متانة القاعدة التحكيمية الإماراتية.. وعلى أن راية أبناء الإمارات في مواقعهم الآسيوية كانت وستظل بيضاء. قال كاجودا مدرب فريق الشارقة ساخراً من اللاعب مصطفى كريم الذي قال إنه لا يعرف سبب ابتعاده “اللاعب ساعد سيدة عجوز في تخطي الشارع.. هو يحب الخير وأنا لا أحبه”.. فقط نقول للمدرب نتمنى أن تنعكس هذه الفلسفة العميقة على الفريق في الملعب. الأهم في مشهد بني ياس هذا الموسم أنه أقنعنا بأنه لا عودة للوراء.. وأنه أصبح واحداً من الكبار.