حين يموت الضمير ويغيب الوازع الديني ونفقد كل المشاعر الإنسانية وتتحكم في سلوكنا المادة، ويصبح أكبر همنا المال عندها نفقد آدميتنا ونتحول إلى مخلوقات، لا بل إلى جمادات بشرية لا حس فيها ولا حياء، فقدت كل المشاعر والإحساس بالآخرين، تمارس السلبيات والمخالفات بمشاعر تبلّد فيها الحس فهي باتت لا تشعر به أصلا فتفعل ما تشاء بعيداً عن الرقابة. الأغذية الفاسدة التي استحوذ عليها من منحوا الثقة للقيام بإرسالها إلى المطمر للتخلص منها حفاظاً على حياة الناس، وخانوا الأمانة التي أنيطت بهم بالاستيلاء على المواد الأغذية، التي قدرت بالأطنان، خلال رحلتها من مستودعات الشركة المتخصصة في استيراد المواد الغذائية إلى مطمر النفايات. حيث باعوها لأحد محال السوبر ماركت بثمن بخس الذي بدوره تنصل من القضية، وأخذ يسوق الحجج بعدم علمه بالقضية رغم عرضه تلك البضاعة بأثمان زهيدة جداً. حقيقة هؤلاء لم يبيعوا البضاعة أو تلك المواد الغذائية، بل باعوا ضمائرهم! ربما هي الصدفة وهنا الطامة الكبرى التي قادت المفتشين إلى هذا الاكتشاف الرهيب. هذه القضية غير المسبوقة، التي جرت في مدينة العين، تحتم على الأجهزة المعنية فتح أعينها، وابتكار طرق جديدة للرقابة على الأسواق والضرب على يد كل من تسوّل له نفسه للعبث بصحة الناس من خلال قوتهم أملاً في تحقيق نسبة أكبر من الأرباح المادية. لابد من تغليظ العقوبة في هذا الإطار حتى يفكر ألف مرة كل من تسول له نفسه العبث بصحة المجتمع وأمنه الغذائي. حقيقة تلك القضية لدى نشرها أثارت هلعاً لدى الجمهور، وجعلت المستهلك يخاف حتى الذهاب إلى المحال التجارية، ويساوره الشك أي تلك المحال المقصود بالقضية في اعتقاده أن كل سلعة غذائية فاسدة يبيعها أي كان، فإنه بذلك يكون مارس الحرام دون ضمير أو مخافة لله. كل المجتمع يثمن جهود الجهات المعنية التي تحرص على تأمين غذاء المجتمع من العابثين، حقيقة نحن لا نعلم كم من اللحوم والأجبان الفاسدة ما زالت بالمخازن أو المحال التجارية. ولكننا ندرك أن جهاز الرقابة الغذائية المنوط به هذه المهمة يستطيع أن يقوم بالتفتيش تلك المحال والمستودعات وفق طاقته، ولا يستطيع بأي حال من الأحوال التفتيش على النفوس الفاسدة وتلك هي المعضلة. jameelrafee@admedia.ae