يسجل التاريخ بأحرف من ضياء ونور فصلاً جديداً من مسيرة البناء الوطني في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مع مرور الذكرى السادسة لتولي سموه مقاليد الحكم في أبوظبي وانتخابه رئيسا للدولة في الثالث من نوفمبر 2004 من قبل أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد الذين جددوا ثقتهم في قائد المسيرة في نوفمبر من عام 2009.
ومنذ تسلم سموه دفة القيادة من القائد المؤسس زايد طيب الله ثراه، توالت إنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة استنادا لإرث أصيل صقلته التجربة والممارسة اللصيقة لشؤون الوطن منذ بواكير تسلمه مواقع المسؤولية على أكثر من صعيد في العام 1966. ولعل إطلاق سموه مرحلة التمكين بعد نضوج ثمار التأسيس تعد واحدة من قطاف سجايا حكيم التمكين التي تتوالى وتستهدف إنسان الإمارات في المقام الأول والأخير.
إن مظاهر التعبير العفوي بالاحتفاء بخليفة في كل مناسبة يطل بها على أبنائه المواطنين، ما هي إلا تجسيد للمكانة التي يشغلها في قلوبهم قائد نذر نفسه لخدمتهم وحرص على تعزيز مشاركتهم في العمل الوطني وتوفير كل ما يرتقي بأحوالهم وتحقيق رفاهيتهم. ولعل التفاعل الشعبي مع مبادرة التلاحم الوطني أحد صور الوفاء لقائد مسيرة العطاء الذي تتوج جهوده اليوم بالمكانة الدولية الرفيعة للإمارات ودورها المؤثر والفعال على الساحتين الإقليمية والعالمية، في مختلف الظروف والمواقف .
وقد حظي المواطن بكل اهتمام ورعاية من لدن خليفة الخير، حيث انطلقت العديد من البرامج والمبادرات والمكارم السامية. وجاءت مبادرة تعزيز التلاحم الوطني لتعبر عن رؤى القيادة الرشيدة في تمتين صرح الإمارات الشامخ اعتماداً على أبنائه رجالا ونساء، والذين كان تفاعلهم وتجاوبهم رائعاً وملموساً.
ومضت سفينة الوطن بقيادة خليفة الخير تسير في بحر الإنجازات والمكاسب الوطنية، رغم التحديات التي شهدتها المنطقة والعالم. وأبحرت بحكمة سموه لتحقق لإمارات الخير هذه المكانة الإقليمية والعالمية المرموقة، والتي تجسدت في علاقات الصداقة والتعاون التي تربط الإمارات بمختلف دول وشعوب العالم، وهي تحتضن مئات الآلاف من المقيمين ينتمون لنحو مئتي جنسية يعملون ويعيشون في أجواء من الأمن والأمان والتسامح .
كما حرصت الإمارات بقيادة خليفة الخير على إبراز الوجه الحضاري والثقافي لإنسان هذا الوطن ودوره في الإسهام الحضاري للبشرية، بإقامة أكبر منطقة ثقافية في المنطقة، هناك في جزيرة السعديات، التي كانت تحط فيها الطيور المهاجرة وتستعد اليوم لاحتضان إبداعات الإنسان في منطقة المتاحف من الجزيرة التي ستضم أيضاً عدداً من الجامعات العالمية العريقة في صورة تعبر عن حرص الإمارات على أن تكون دوماً واحة لقاء والتقاء بين حضارات العالم، ونشر قيم التسامح والحوار الحضاري بين شعوب الأرض.
في يوم أغر من أيام وطن العطاء يتجدد العهد للقائد، واللسان يلهج بالدعاء لله تعالى أن يحفظه ويديم على الإمارات النعم في ظل بوسلطان “لي طاب كل زين في عهده” يا سليل الزعامة .. يا فخر عيال زايد والأيام”.


ali.alamodi@admedia.ae