تألمت كثيراً عندما قرأت مؤخراً عن عصابة ألقي القبض عليها في إحدى إمارات الدولة تسببت بقتل عامل آسيوي، وكان عمر أحدهم لا يتعدى السادسة عشرة، وتبين من خلال التحقيق أنهم تسببوا في إثارة العديد من المشاكل والقضايا الأمنية بالمنطقة؛ والمؤلم أكثر أن العصابة التي أطلقت على نفسها اسم «راشد الموت»، أعضاؤها هم ثلاثة مواطنين بينهم شقيقان يحركهم شخص بالغ لا يحمل أوراقاً ثبوتية، والمنفر في المسألة أنه وفي نفس الفترة تواردت على آذاننا قضية القبض على «الدنجور» الذي أثار رعبا وهلعاً في نفوس أهالي تلك المنطقة التي يقطنها ويروج لنفسه فيها. وغيرها الكثير من الأحداث والأخبار التي تصادفنا يوميا ونسمعها، سواء في القنوات الإعلامية أو من المحيطين بنا، وهي أمور تجعلنا أحيانا نستهجن فئات عاثت فسادا في الدولة التي احتضنتها ووفرت لها الأمن والاستقرار، وللأسف لا تكتفي بعض الجنسيات بأن تعيث في الأرض فساداً، بل تستدرج أبناءنا وتهيئ لهم الأجواء الإجرامية وتوفر لهم السبل الأساسية للدخول في عالم الجريمة. ومنذ أيام قليلة وأنا أجلس في مكان عام مرت بي مجموعة من المراهقين يرتدون السلاسل والخواتم ويضعون نظارات شمسية داخل المركز التجاري، ويمشون بطريقة العصابات، ولا أعرف هل هو أمر مضحك أم محزن، أن أرى هؤلاء الفتية الصغار يتكلمون ويشيرون بأيديهم وكأنهم شخصيات ليست إماراتية ولا تمت لنا بصلة إلا باللهجة فقط، والأمر العجيب في المسألة أنهم يمشون ويتحركون بكل سهولة، وكأن المجتمع متقبل الفكرة أو اعتاد على هذا المنظر الذي سنراه في الفترة القادمة إن لم يكن هناك رادع. مشهد لم أتعود عليه مسبقاً ولا أريد أن أراه مجدداً ولا أعرف أين يكمن الخلل في القضية، هل هي مشكلة التركيبة السكانية؟ أم أنها مشكلة الأسرة التي تتيح الفرصة لأبنائها لتجربة كل شيء جديد وموجود دون وجود رقابة؟ أو أنها مشكلة القنوات الإعلامية التي تبث مواد دون غربلتها وفتحت العنان لاستنساخ جيل جديد مغسول الأدمغة لا يعرف أهدافا. لا بد من وجود حل لتلك المشاكل التي نراها اليوم تعبر أمامنا مرور الكرام وكأن شيئاً لم يحدث، لا أريد غداً أن أرى أبنائي يتربون في محيط كثرت فيه الشلل والعصابات وغيرها من الأمور التي لم تعرفها بلادي سابقا، أريد لهم جيلاً ومستقبلاً واعداً يتوعد كل من يفكر أو يحاول أن يزعزع أمن واستقرار هذا الوطن بأن مصيره الفناء. مريم الشميلي | Maary191@hotmail.com