منذ فترة ليست طويلة وليست قصيرة، وفي حوار شامل كان ساخناً لأنه كان شفافاً، سألت محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة عن سر هذه الازدواجية في التعامل مع ملف «خليجي 20»، وهل كان للعاطفة دور في إسناد تنظيم البطولة إلى اليمن الشقيق، وبالرغم من أن موقع الرجل الرسمي وانحيازه الكامل للأشقاء فرضا عليه الإجابة بما تميله بروتوكولات المنصب ومتطلبات المسؤولية، إلا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر دور العاطفة، وأنها هي التي تحث الجميع في الخليج حتى الآن على التمسك بالأمل ودعم البطولة حتى آخر رمق، بالرغم من كل ما يرد من أخبار وما يتداول في المجلس بعيداً عن التصريحات الرسمية. وإذا كان من حق الإخوة في اليمن أن نساندهم وندعمهم، فهم عليهم أيضاً دور ومسؤولية في دعمنا ومساندتنا، فالبطولة ليس فقط في المنتخبات المشاركة، لكنها أكثر في الميدان وفي مواقع العمل هناك، وفي الإعلام الرسمي المنوط به أن ينقل الصورة الحقيقية، بدلاً من «حوار الطرشان» هذا الذي نجريه مع أنفسنا، فنتحدث أصالة عن أنفسنا وأحياناً بالنيابة عن الأشقاء في اليمن، وكمثال فلازلت حتى الآن مثلاً لا أعرف من هو رئيس اللجنة المنظمة للبطولة حتى وإن كان مر علي في خبر أو أكثر، ولا يمكن أن نصف ذلك بالعزوف والترفع وتفضيل العمل في صمت، لأن عليه دوراً ولأن كل مسؤول هناك لابد وأن يبرهن عل قدرة اليمن على استضافة الحدث، بدلاً من أن نترك الحديث فقط للأحداث الساخنة التي تصل إلينا أخبارها فتزيدنا وجلاً وترقباً. لا أذكر من أحداث جاءتنا عن اللجنة المنظمة هناك، سوى ما أثير في اليمن نفسه عن خلاف حول الشعار والتميمة، ودون ذلك، فلا يصلنا إلا القليل، كما أن الآلة الإعلامية الرياضية في اليمن لم تقف هي الأخرى الموقف الواجب تجاه التصدي لكل ما من شأنه التشكيك في قدراتهم، وأعتقد أن صوت الإعلام الخليجي بشأن البطولة فاق كثيراً الصوت اليمني نفسه بشأنها، وإذا ما سلمنا بالتباين الواضح بين الإعلام في اليمن وغيره في الدول الخليجية، إلا أن ذلك لا يبرر هذا الصمت المطبق. كنت أتصور أن الزيارة التي قام بها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى موقع الأحداث والإنشاءات وتصريحاته التي أطلقها من هناك، لا سيما تأكيده على أنه سيشرف بنفسه على الإجراءات الأمنية للبطولة، ستكون دافعاً ودرساً للقائمين على الأمر حول كيفية التعاطي مع الحدث، ولكن ما حدث خلاف ذلك، فالمد يأتي غالباً من بقية البلدان، والشد والجذب خارج الدائرة وليس من وسطها. أعلم أن الحقوق الحصرية للبطولة حصلت عليها “أبوظبي الرياضية”، ولكن أكيد أن تلك الحقوق لم تحظر على الأشقاء الحديث عن البطولة إلا لديهم، والآلة الإعلامية اليمنية من المؤكد أنها تابعت من قبل كيف هو حال بطولة الخليج في ساحة الإعلام في أي بلد ينظمها، ومثلما ننشد نقلة في البطولة على الصعيد الفني وننشد لليمن التطور من خلالها، كنا ننشد ذلك أيضاً لإعلام البلد الشقيق. كلمة أخيرة: الإعلام هو المرآة.. والمرآة لا تعكس الصمت mohamed.albade@admedia.ae