ونحن على أبواب الضيف السنوي العزيز رمضان الكريم، في موعد يتجدد مع تطهير الأفئدة والأرواح، وعودتها إلى فطرتها على الخير، تنطلق موجة المسلسلات الرمضانية، والتي مع أن أغلبيتها لا تمتّ، إلى أجواء رمضان وتجلياته بصلة، إلا أن بعض الأعمال من برامج مسابقات ومنوعات ومسلسلات تاريخية تظهر بالفصحى، ولو لم تكن لهذه الأعمال إلا هذه الإيجابية، أي أنها بالفصحى، لكفاها ذلك، مع الأخذ بالاعتبار ألا تسيء للشخصيات التاريخية وللتاريخ؛ لأن هذه الأعمال الناطقة بالفصحى تساهم في تعويد الأذن على سماع الفصحى، وجعلها مألوفة، والارتقاء بالذائقة العامة تجاهها، فهذه المسلسلات التاريخية المكتوبة بالفصحى، تنفح أرواحنا بنفحات التاريخ معبّقاً بالفصحى الراقية، وقد لاقت هذه الأعمال في مواسم ماضية، قبولاً جماهيرياً واسعاً، ولعبت دوراً إيجابياً في إعادة الاعتبار للفصحى، وإثبات حيويتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان. وفي هذا السياق، تقع على المؤسسات والجهات الإعلامية العربية كافة، قطاعات حكومية وخاصة، من شركات إنتاج تلفزيوني وغيرها، مسؤولية وضع خطة عمل مشترك، بالتعاون مع الجهات الثقافية، لاستخدام التراث العربي في الأعمال “الدراما” التلفزيونية خاصة، لما لها من تأثير على قطاع واسع من الناس، فما المانع في تناول نوادر بخلاء الجاحظ، ومقامات الحريري، مثلاً، وسير عظماء التاريخ العربي، الماضي والمعاصر، وبصماتهم في الحضارة الكونية، كالطبيب القيرواني ابن الجزار، أو ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية، وغيرهم، ونبش الأعمال الأدبية والفكرية، حبيسة رفوف المكتبات، ومراكز البحث، والتي يمكن أن تستغل وتستثمر منطلقات لمسلسلات تاريخية، أو اجتماعية وفكاهية راقية. وأظن أنها ستلقى رواجاً ولن تكون تجارة خاسرة، لو استثمرت الاستثمار الأمثل، وستكون فرصة لإلقاء الضوء على محطات الريادة والتألق في الحضارة العربية، مما يساهم في التنشئة على الثقة في النفس المستمدة من الثقة في الماضي، عبر الكشف عن فترات القوة في تاريخنا. محمد نجيب المراد: أمَّةٌ تحرق القواميــس قُلْ لي كيف ينمو هناك قافٌ وضادُ وَجَعي أنني المطـــَّرز عشْقــــاً في هوَاهـا وأنني المنقـــــادُ نقشنتْ حبَّها فكنـــت حديــــداً في يَديها وحُبُّهــا الحـــدَادُ حَفَرَتْ اسمَها بزيتٍ ونارٍ .................. وقليلٌِ من حَرَّه وقادُ فَوداعاً يا جُرحَ قلبي وَداعاً ................ ووداعاً فدمعتيَّ ضِمادُ ووداعاً ويصدأ الحبُّ بَرداً ................. ويموتُ الهوى ويخبو الزنادُ Esmaiel.Hasan@admedia.ae