سادت هذه العبارة في الأسبوعين الأخيرين كتعبير شبابي عن سهولة الامتحان، وتوافقت مع عناوين الصحف التي وصفت الامتحانات بأنها خالية من المعادلات والتعقيد، وزاد عليها عبارات «الشبيبة» التي تصف الامتحان بأنه سهل والحمد لله. الامتحانات التي طوت أوراقها أمس، طوت أيضاً عاماً دراسياً كاملًا، مضى بالشد والجذب بين التلاميذ وأهاليهم، وفتح باب الإجازة الصيفية التي تبدأ عند الطلبة مع انتهاء وقت آخر امتحاناتهم. المرحلة الباقية من العام الدراسي هي تسلم النتائج، ولأن الحداثة وصلت لكل صغائر حياتنا، صار تسلم النتائج اليوم بالـ SMS أي الرسائل النصية الهاتفية، مع أنه في الماضي كان طقساً خاصاً ينتظره الجميع. بالنسبة لبيوت تعيش بياتاً صيفياً مع انتهاء المدارس، كان ابتكار الفرح جميلًا وذا وهج، فتوزيع الشهادات الدراسية وظهور النتائج هو يوم عيد صيفي خاص، كانت المدرسات «ربات الفصول» يجلسن في الإدارة بانتظار أولياء الأمور، تأتي الفتاة مرتدية فستان العيد، والكحل العربي يفيض من عينيها، تمسك بيد والدها التي تبرق فيها ساعة «الرادو» لتتسلم شهادتها، وصوت المدرسة يقول: مبروك ناجحة، فيسأل الوالد عن ترتيبها، ويخرج ليبشر الأم التي تنتظر في السيارة. أما الصبي فيقضي الوقت متوتراً متجهزاً لغضب الأب ودموع الأم، عند الأولاد يبدو النجاح بحد ذاته طوق نجاة، مجرد أن ينجح «جوازاً» يعني أنه سيحصل على «سيكل» وسيفاخربه على كل أولاد الشعبية، وستوزع أمه علب «البيبسي» على شرف نجاحه. في الماضي كان للعام الدراسي هيبة في نفوسنا، وانتهاؤه يعني استعداداً لعطلة صيفية طويلة تتجهز لها البنات بكم من الكتب للقراءة، أو بكراريس الرسم الذي سينقضي الصيف في تعلمه، أو حتى بفتح اشتراك في محل الفيديو القريب للحصول على أفلام ومسرحيات يفضلها الكثيرون «هندية»! في المقابل كان أهلنا يفصلون الإجازة على مقاساتهم، فهي إما تكون مشواراً طويل الأمد للمزرعة، حيث يأخذ الجميع دورة صيفية في «جّد النخيل» وسقاية الزرع و»كنز السح»، أو دورة في البحر يتعلم فيها الصبيان أصول الصيد وفنون الإبحار بالسفن. وقد تكون الإجازة فرصة لتفعيل دوري الفريج لكرة القدم، حيث تتبارى الفرق من دون أحذية! ويتبارز الجميع في لعبة «التيلة» وتبدأ المفرقعات و»الشلق» بالظهور، ونرى حلقات النار المسائية حيث يحرق الأولاد «سيم المواعين». انتهاء العام الدراسي يمر اليوم دون وهج، لا أدري إن كان يشعر به الصغار، لكني متأكدة بأنهم لا يرون فيه أكثر من فرصة للانقلاب الصيفي، حيث السهر طوال الليل والنوم طوال النهار. ومع كل جهود الدولة في توفير النوادي الصيفية والرحلات والفعاليات التي تشغل الصغار، هناك فئة – من طلاب الثانوية خاصة – يرفضون الدخول لأي نشاط، ويظلون سهارى والناس نيام طوال الصيف، مع ذلك انقضت الدراسة، وانتهت الأسئلة، مع تمنياتنا بالتوفيق للجميع.