طوال السنوات الماضية، كان الإنسان يقود السيارات بأنواعها وأشكالها المختلفة، لكنها كانت جميعها تقاد تحت سيطرة وتحكم الإنسان الذي يسيرها بيديه يمينا وشمالا، ويزيد سرعتها أو يبطئها باستخدام قدمه، لكن الأمر اختلف مع ظهور «السيارات العجيبة».. فدواسات السرعة في أحد الأنواع، أصبحت تضغط دون سيطرة السائق.. لتذكرنا بأفلام أجنبية قديمة حيث كانت تظهر سيارة تسير وتتحدث دون تحكم سائقها الذي اكتسب شهرة كبيرة في الثمانينات من القرن الماضي. ليس ذلك فحسب، فبعد الدواسات ظهرت أمور عجيبة غريبة في أنواع أخرى من السيارات.. فالنيران قد تشتعل فيها ليس بسبب حرارة الجو، بل بسبب الأمطار والثلوج الباردة، فما الذي يحدث في عالم السيارات؟! ما يجري اليوم هو ما كان ينقص صناعة السيارات في العالم، فبعد سقوط الكثير من القطاعات الاقتصادية على وقع الأزمة المالية، وإفلاس عملاق السيارات الأميركية «جنرال موتورز»، كانت الأنظار تتجه نحو شركات التصنيع الأخرى، وأبرزها اليابانية التي ملأت سياراتها أسواق العالم من شرقه إلى غربه، فجاءت مشكلة عيوب التصنيع «العجيبة» لتوجه ضربة أخرى لقطاع السيارات، ولا أحد يعلم إلى أين ستتجه الأمور وهل ستسوء أحوال هذه الشركات أكثر أم ستتمكن من السيطرة على الأوضاع وإعادة ترتيب أمورها. وفي كل الأحوال فالكثيرون لدينا في السوق المحلية، لا يتمنون حدوث مثل هذه المشاكل للسيارات اليابانية، فهم يعتبرونها أفضل من غيرها وأطول عمرا وأقل تكلفة وتعقيدا في عمليات الصيانة، والأكثر ملاءمة للمناخ والأجواء لدينا، وبالتالي فهي المفضلة بالنسبة اليهم. لكن آخرين فضلوا الانضمام لنادي الشامتين والساخرين، فرغم أنهم يقودون سيارات يابانية، لكنهم سعداء لأنهم قد يعودون إلى ورش الصيانة لدى الوكلاء إذا تم استدعاء سياراتهم للفحص الفني، وسيحظون برؤية العاملين في بعض الورش وهم يقدمون لهم خدمات أفضل من السابق، فهم وكما يقولون عانوا من عدم الاهتمام بمشاكل سياراتهم، فبعض الوكالات، كانت تبدي اهتماما كبيرا بخدمتهم عند قيامهم بشراء السيارات، لكن تلك المعاملة لم تكن تدوم طويلا حيث تختفي أو تتراجع بعد الشراء. صحيح أن بعض الوكلاء سارعوا إلى نفي وجود سيارات «الدواسات العجيبة» بأسواقنا المحلية، رغم أننا نسمع أخبارا من هنا وهناك عن أناس تعرضوا لذات المشكلة، ولكن ما يحدث الآن يجب أن يدفع بعضا من الوكلاء إلى تعزيز مستوى خدمات ما بعد البيع لدى ورش الصيانة، وإيلاء المشترين مزيدا من الاهتمام، وعدم التهرب من خدمات الضمان والصيانة لأي عيوب قد تظهر في السيارات. حسين الحمادي Hussain.alhamadi@admedia.ae