يأتي من غمام الحلم، ومن مطر الكلمات،
مستعصياً على الذاكرة أن تخون..
حين تكون الذاكرة وطناً أو حين يكون،
هذا المنسل من وجع الحرف، أغلى الرجال.?يأتي كطيف بحار أضنته المرافئ ورياح النوّ وأغاني المسافات.?عاشقاً تربة النخيل، وظل اللوز، وأعواد الياسمين.
رائحة الأم التي تعطّر البيت..
ضحكة فم الأخت بطعم الهيل..
رنة فنجان قهوة الأب.
تسابيح الجد في الفجر، وفي الليالي العشر
فرحة العائدين من الماء وصهيل النصر
ضجة السوق، جلبة الرجال المحاربين
التماعة سيف عربي أو خنجر يعربي?حداء البدو المظعنين.?بيننا وبين الرجل وعد ومواعيد
وعد بأن النوّار سيكبر، وأن الوطن للمخلصين
ومواعيد لعيون، هي بحر وكحل ودمع على زايد سخين.?بيننا وبين الرجل، وعد الفرسان الحالمين القابضين على جمر الوقت
السالكين دروب الله بآي الحمد والفتح والعاديات وسورة يسن
بيننا وبينه خبيب مطايا..
لفيف أشرعة..
وحنين رغايا وألف ألف يمين
حين كان الشرف تاج الرجال، وعطر النساء?ومخزون الأهل الأولين.
كان ظلاً للوطن والشمس في عطش حُرقتها?كان غرساً من زمن جميل، قرماً في بحار الملح?نشيداً من أهازيج حربية المقاتلين.?بيننا وبينه، مواعيد قابلة للاخضرار?كما الأرض التي استودع فيها أمانته.
وخواتيم وصاياه?كان فرحة مُهداه?كان سيل عطايا?والوطن مبتداه، ومنتهاه?كان..
وكان..
وكان
كان الحب أول نواياه?وآخر خطاياه!


amood8@yahoo.com