في الإمارات.. بالفعل أمام ظاهرة إنسانية قل مثيلها في العالم، فعندما تكون الحكومة يداً تمتد من أجل راحة الناس لا عصا لتخويفهم، فإن ذلك يعني أن هذه البقعة من العالم قد تجلت وأشرقت بنور الوعي ونهضت بإمكاناتها، ونمت وترعرعت في ظل قيادة تفهم معنى العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وما تقدمه الحكومات لشعوبها من خدمات ترضي طموحهم وتؤكد ذاتهم وتثبت وجودهم وتحترم إنسانيتهم وتجعلهم شركاء في العيش على أرض واحدة يتقاسم الجميع فيها الهم الواحد والطموح الواحد، فالأحزان مشتركة والأفراح مشتركة والحاجة إلى حماية مكتسبات الوطن واحدة.
في حديثه لـ”الاتحاد”، أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية هذه المعاني، وهي معانٍ مرتبطة بواقع الإمارات وما تشهده بلادنا من تلاحم وانسجام والتئام ما بين القيادة والشعب وما تقدمه القيادة من خدمات تملأ القلوب والعيون إشعاعاً وإشراقاً وتجعل من ابن الإمارات كائناً بشرياً متفرداً برفاهية الحياة، متميزاً بمشاعر السعادة.. إمارات زايد الخير التي أنجبت النبلاء والأوفياء الذين يقدمون النفس رخيصة في سبيل النهوض بالوطن وتسخير الإمكانات الجبارة من أجل الإنسان ليعيش حراً أبياً عزيزاً مكرماً على أرضه لا تنقصه حاجة ولا يكدره عوز. وما حديث الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد عن الدور المناط بالشرطة وخدماتها التي تعبر عن تحد لا بد من مواجهته، بكل رقي وحضارة، تعبر عن مدى الفهم للمعنى الذي يدور بين سطور هذا الدور وتعبر عن الوعي بقيمة العمل الشرطي ليس كحارس وإنما كشريك أساسي في البناء، بناء شخصية الإنسان وتأكيد أحقيته أيضاً كشريك في الحفاظ على منجزات البلد، وما هو واقع نعيشه يوماً بيوم الحفاظ على مقدرات البلد والمنجز العظيم في مختلف الميادين هو مسؤولية والتزام معلقان على عاتق الإنسان، ولا يمكن لهذا الإنسان أن يقف موقفاً إيجابياً من المتاح من مكتسبات، إلا إذا وُضع في وضع المسؤولية واعتبر جزءاً من الكيان الكلي، وهذا ما تفعله حكومتنا الرشيدة، وهذا ما نلمسه على أرض الواقع، وحادثة الشرطي الذي أنقذ طفلين من الموت المحقق تشرح لنا بوضوح الفدائية والتضحية والتفاني الذي يبذله رجال الشرطة من أجل الناس لأنهم آمنوا أنهم جزء من هذا المحيط، وأن دورهم لا ينحصر في البديهيات المرورية، وإنما هو الدور الأعم والأهم والأشم في صناعة علاقة التلاحم والتداخل بين جميع شرائح المجتمع وكل في موقعه، فهو مهم وضروري ودوره جوهري في تثبيت سلامة الإنسان والبنيان. الرسالة وصلت ووصلت بالفعل قبل القول، وما نلمسه من سيمفونية الانسجام الاجتماعي في بلادنا يعبر عن خلية النحل الواحدة التي تُسابق الزمن لصناعة عسل المستقبل.

marafea@emi.ae