تشكل الطاقة محوراً في غاية الأهمية في أغلب الصراعات والنزاعات العالمية التي شهدها العالم في القرن الحالي، فالطاقة هي مصدر حياة الشعوب، وقوة الحكومات والدول، والورقة الرابحة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وتزداد أهمية الطاقة يوماً بعد يوم بسبب تزايد أعداد السكان وتضاعف حاجة العالم للطاقة، مما جعل العلماء يلجأون إلى حلول بديلة ستكون هي الضمان الحقيقي للشعوب والأمم في المستقبل.
وللدولة جهود كبيرة، وواضحة في هذا المجال، انطلاقاً من إيمانها المطلق بأهمية وجدوى التحول للطاقة البديلة، كمصدر رئيس لطاقة المستقبل، ومساعدة الجهود الدولية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي باتت اليوم تؤرق العالم وتهدد كيانه، إذ أن ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ من أهم تحديات القرن الحادي والعشرين، ويعمل العالم جنباً إلى جنب للحد من آثار هذه الظاهرة المتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة جراء تزايد استخدام الطاقة الحرارية، وترجمة لهذه الجهود كان فوز الإمارات باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”، ومنها أيضاً إطلاق جائزة خاصة بالطاقة النظيفة تحمل اسم قائد غال علينا جميعاً، وهي جائزة زايد لطاقة المستقبل” والتي تحتفل اليوم بدورتها الرابعة، وهي واحدة من الجوائز العالمية التي تشجع على الابتكار وتطوير الحلول العالمية لمعالجة أزمة تغير المناخ وندرة مصادر الطاقة البديلة المستدامة، وخصصت لها جائزة مالية ضخمة قيمتها نحو ثمانية ملايين درهم.
ومواصلة للجهود الجبارة التي تبذلها الدولة في الحفاظ على البيئة من الانبعاثات الكربونية التي تنتج عن مولدات الكهرباء التقليدية، ومساندة العالم في جهودة لضمان الطاقة للمستقبل، والحد من آثار الاحتباس الحراري والاستثمار في الطاقة النظيفة كبديل حيوي لضمان استمرار المشاريع التنموية والعمرانية، تستضيف عاصمتنا اليوم القمة العالمية لطاقة المستقبل في نسختها الرابعة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إذ تتجه أنظار العالم اعتباراً من اليوم، ولمدة أربعة أيام نحو العاصمة أبوظبي لمتابعة أهم تجمع عالمي في مجال الطاقة، بالإضافة إلى بحوث ودراسات وندوات ومحاضرات يقدمها قادة سياسيون ومستثمرون ورجال أعمال وعلماء وخبراء وباحثون وصناع قرار لمناقشة قضايا السياسة العامة للطاقة المتجددة وتقنياتها من خلال نهج متعدد الأوجه، وصولًا إلى نتائج ملموسة تمكن من مواجهة التحدي الكبير الذي يواجه عالمنا اليوم في مجال الطاقة المتجددة، فيما أصبحت العاصمة أبوظبي محور حديث الطاقة المتجددة.
إن الجهود الحكومية الجبارة التي تبذلها الدولة في تعزيز حضورها العالمي، ومشاركة العالم همومه وقضاياه، يتطلب منا تفاعلا أكثر إيجابية على الصعيد المحلي، سواء الشخصي، أو المؤسسي، لنعزز من جهود الحكومة، ونترجم جهودها وتوجهاتها ونساهم معها في تبني الأفكار المستقبلية، والعمل على دعمها وإنجاحها.


m.eisa@alittihad.ae