لقد كان التحرك السريع لأجهزة الشرطة، والمتابعة الشخصية من قبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في قضية المدعو” دنجور”، تعبيراً عن مقدار الاهتمام والحرص الذي توليه الدولة لقضية الأمن، والحفاظ على هذه الواحة آمنة ومستقرة وارفة الظلال دوماً، تحتضن تحت مظلتها كل مواطن ومقيم وباحث عن العيش الكريم.
لقد أراد المدعو “دنجور” إدخال الخوف والرعب في قلوب الأهالي بتمثيليته السخيفة تلك، التي تداولتها بعض المواقع وأجهزة “بلاك بيري”، وهو بفعلته الرعناء، أراد أيضاً أن يسيء إلى مجتمعنا وبلادنا، محاولاً تصوير إمارات المحبة والأمن بأنها مرتع للبلطجية والخارجين عن القانون والعابثين بالأمن والنظام، وملاذ لمن يريد بناء أوكاره الإجرامية. ولكن “دنجور” لم يكن يدرك أن تمثيليته تلك لا تنطلي على أحد، فسرعان ما وصلت إليه يد العدالة، وهو الذي صور مواد فلمية عن قدراته المزعومة في التنكيل بكل من يقع في قبضته ما لم يرضخ لمطالبه، في أسلوب رخيص من أساليب الابتزاز والترويع، ولم يكن يدرك أن ما غرسته وزارة الداخلية من وعي في نفس كل مواطن ومقيم، جعل كل واحد منهم شريكاً ومسؤولاً عن المحافظة على الأمن والاستقرار، وهو الموقف الذي عبر عنه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في مشاركة لسموه على موقعي “تويتر” و”فيس بوك”، شاكراً جهود الأعضاء الذين أبلغوا الشرطة عن “دنجور” وأفعاله، ومشيداً بغيرتهم وحرصهم وانتمائهم للوطن، واعتبر سموه ذلك “دليلاً واضحاً على مدى الوعي والتكاتف والترابط بين مختلف شرائح المجتمع وجهاز الشرطة، للوقوف صفاً واحداً في وجه أي خرق يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي، مهما بلغ حجمه أو تدنى مستواه”.
إن هذا التحرك السريع، الذي كما قلنا، يعكس مقدار الاهتمام والحرص الذي توليه الأجهزة الأمنية للحفاظ على راحة وسلامة أفراد المجتمع كافة، يطرح أمامنا مجدداً، مسألة في غاية الأهمية، تقع مسؤوليتها على عاتقنا كأفراد وأولياء أمور وأصحاب أسر، وهي ضرورة المساهمة في عدم إعادة نشر وبث ما يصل إلينا عبر وسائل التواصل الحديثة التي أتاحتها التقنية العصرية، ما لم نكن متأكدين من صحتها، فإعادة البث والتداول تسهم في تمكين أمثال المدعو “دنجور” من تحقيق أغراضه وأهدافه الدنيئة والمريبة، وإضفاء هالة من القدرات الخارقة على أفعاله المشينة، وهو ما يسعى إليه هو وأمثاله من المتهورين والساديين، لتسهيل مآربهم القذرة في الابتزاز والاستيلاء على أموال الآخرين. لذلك فإن التعامل الأمثل مع مثل هذه الأمور هو مساعدة الأجهزة المختصة بعدم إعادة نشرها والإبلاغ عنها.
ونحن نعبر عن امتناننا لهذه المتابعة الفورية من قبل الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، والعيون الساهرة لرجال الشرطة وأجهزة وزارة الداخلية، وكل مواطن ومقيم حريص على أمن وسلامة إمارات المحبة والعطاء، متمنين من الجميع المزيد من اليقظة والحذر في التعامل مع ما يبث عن إماراتنا عبر وسائل التواصل الحديثة، لنكون بالمرصاد معاً لأي عابث يحاول النيل من سلامة وأمن وأمان أغلى الأوطان.


ali.alamodi@admedia.ae