إعلان المجلس التنفيذي بأبوظبي عن تعيين 6000 مواطن ومواطنة خلال الفترة المقبلة، والإعلان عن تلقي طلبات لشغل وظائف إعلامية في جميع التخصصات بمؤسسة دبي للإعلام، إضافة لوجود أكثر من إعلان عرض وظائف مقتصر على الإماراتيين فقط، كلها مؤشرات إيجابية جداً، وهي ظاهرة لها دلالة وطنية واجتماعية مهمة، علينا أن نقرأها بشكل جيد.
لقد ظلت مسألة التوطين شغل الجهات المسؤولة في الإمارات، كما كانت الشغل الشاغل للصحافة، وأهل الرأي والاختصاص، وقد طالب معظم الحريصين على هذا الوطن بضرورة توطين الإعلام أو على الأقل منح الخريجين الإماراتيين من أصحاب التخصصات الإعلامية فرصة أكبر، ومجالاً أوسع لشغل وظائف الإعلام في مؤسساتهم الإعلامية الوطنية، لقد انشغلنا جميعاً بهذه الهموم لأنها تهمنا وتهم الإمارات، ولأنها تحمل الكثير من الانعكاسات السلبية جداً، والإيجابية جداً في الحالتين: حالة بقائها معلقة بلا حل وحالة الوصول بها إلى حل حقيقي وصحيح.
لقد كان هناك دائماً من يتحدث عن الظاهرة وعن المشكلة، وكان هناك من يفكر في الحلول والمخارج، وقد جاءت القرارات الأخيرة فيما يتعلق بتوفير الوظائف لشباب الإمارات في مختلف المجالات كأحد أفضل الحلول وأفضل الردود الوطنية على حقيقة ما تتمتع به الإمارات من استقرار حقيقي، ومن رغبة متبادلة بين القيادة والمواطنين والتلاحم والتفكير المشترك في المصلحة العليا للإمارات.
إن التوطين واحد من أعظم الاستراتيجيات الوطنية التي تؤكد النظرة العميقة لأمن الوطن لدى قيادتنا الرشيدة، وهي استراتيـجية لا تتعارض مع كوننا سوقاً مفتوحة تستقطب اليد العــاملة والخبرات الجيدة من كافة أنحاء العالم، وقد كنا ولانزال وجهة الخبرات وراغبي التوظف، لكن من حقنا في نهاية الأمر أن نعمل بجد وصرامة، فيما يتعلق بحق شبابنا في الحصـول على وظائف لائقة ومناسبة لتخصصاتهم في بلدهم، فكل الأيدي والخبرات تستطيع أن تعبر بحار العالم، وحدوده لتعمل في أي مـكان لكن ابن الإمــارات ليس له إلا الإمارات كي يعـمل فيها، ويبدع فيها ويـستقر وينتج ويخلـص ويبـقى فيها.
إن هذه القرارات قد أوجدت ارتياحاً كبيراً في صفوف الشباب الإماراتي، وتم تقييمها عالياً من قبل خبراء الاقتصاد ورجال الأعمال، لأنها خطوة ذكية واقتصادية في الطريق الصحيح نحو تثبيت قوى التوازن الداخلي في سوق الوظيفة العامة والخاصة معاً، وهي خطوة أعادت الثقة من جديد لشباب الإمارات في المستقبل، وفي إمكانية الاستحواذ على الحصة الأكبر من وظائف بلادهم، خطوة ستؤتي نتائجها الجبارة على صعيد العطاء والإنتاج وتحسين المستوى الاجتماعي بين الشباب.


ayya-222@hotmail.com