على الصفحة الرئيسية لجريدة إيلاف الإلكترونية صورة لممثلة عربية اسمها رنا العظم، وتحت الصورة عنوان مغر للقراءة لمحبي الإثارة والـ”فبركات” الصحفية، خلاصة الخبر أن الست رنا تعرضت للاستغلال في الإمارات ومع ذلك فستكرر التجربة، تقصد تجربة التمثيل طبعا، هذا في الموجز أما في التفاصيل فالفنانة رنا ـ التي صنعت اسمها من خلال العمل في مسلسلات تنتجها شركات فنية في الإمارات - لم تتوان في إلصاق تهمة ببلد لا علاقة له من قريب أو بعيد بكل ما تعرضت له من إساءة على حد وصفها، فكل ما جاء في الخبر مجرد خلافات متداولة بين أهل الفن والمغنى، وهم في مجملهم عرب من جنسيات مختلفة لا يمت أي واحد منهم بصلة للإمارات، فإذا أساء إليها أحد أبناء جلدتها أو أي منتج أو مخرج عربي، ينتج عمله في الإمارات فلماذا تتحمل الإمارات وزر أخطائه هكذا وبشكل فج ومستفز؟!
وسواء كان العنوان صناعة صحفية من فبركات الصحافة الصفراء أو صحافة الإثارة، التي تتسلق على الأخبار لتلوي عنق الحقيقة وتقود المسارات نحو أهداف تجارية بحتة، أو غير تجارية، أو كان من اتهامات السيدة الممثلة كي تستدر التعاطف وتغطي على أي فشل محتمل لدورها في المسلسل، فإن كلتا الحالتين مرفوضتان، خاصة حين يتعلق الأمر بالاتهام أو بالتطاول على بلد كالإمارات معروف للقاصي والداني بكرم ضيافته ونبله وأياديه البيضاء على الجميع، كما أنه معروف بما لا يقبل الجدل أو النقاش مقدار ما يتوافر للإخوة العرب والأجانب فيه وعلى أرضه من أمان وفرص حياة كريمة وعيش رغيد، دون أن نغفل لحظة عن مقدار ما يبذله الجميع من جهود لا تنسى في بناء هذا البلد وتنميته وإعلاء شأنه.
إن هذا النوع من الأخبار أو العناوين المسيئة وسيئة النية يفتح شهية العديد من ضعاف النفوس لقول ما يجب ألا يقال والذي نترفع ـ في حقيقة الأمر ـ عن استعادته وإعادة نشره مقتنعين أن الإناء بما فيه ينضح في نهاية الأمر، وأن الإمارات ستبقى أولاً وأخيراً بلداً رفيع الشأن كما أراد له مؤسسوه وآباؤه الأوائل، كما هو عظيم بقيادته الحكيمة وطيب بشعبه ومعطاء بطبيعته وبحكم انتمائه وعروبته، لا يمن ولا يمتنع ولا يستغل، وإن كل الذين جاؤوه وعملوا على أرضه واستقروا فيه قد حملوا له الحب كله والوفاء أعظمه، والرغبة الحقيقية في البقاء فيه إلى النهاية مفضلينه على بلدان لا تحصى ولا تعد، من هنا فإن التطاول وإنكار الفضل لا يدلان على حرية رأي، كما أن البحث عن أخبار أكثر قابلية للعبث سيكون أفضل لمجلات الإثارة ولفناني الإثارة أيضا، ولكن بعيداً وبعيداً جداً عن اسم الإمارات.
وبعيداً عن المزايدة، واستغلال الظروف للإفادة والاستفادة، نرجو من الذين يعبثون لغايات في نفوسهم مستغلين استعداد بعض صحافة وصحفيي الإثارة، أن يعلموا أن ألعابهم مكشوفة جداً، وأن فلاناً إذا استغل مواطنه الفلاني وضحك عليه أو سرق حقه أو عامله بما لا يليق، فيجب أن تسمى الوقائع بأسمائها والأشخاص بجنسياتهم، وأن لا يزج باسم الإمارات جزافاً في ألعاب ممثلين ومخرجين ومنتجين، فالإمارات أكبر وأعظم وأرفع من ذلك بكثير.


ayya-222@hotmail.com