توجيهات رئيس الدولة واضحة وضوح الشمس، ولا تحتاج إلى تفسير أو تأويل، ورؤيته صريحة ولا يشوبها غموض أو ضبابية، فقائد المسيرة يسعى لإسعاد شعبه، ونهضة دولته، والرقي بها إلى القمة، يريد أن يشار إلى الإمارات بالبنان، وإلى شعبها بفخر وإجلال وتقدير، يريد أن يحب القاصي والداني دولة الإمارات وشعبها، ويتعلق بها، وتظل في ذهنه، يريد أن يفتح القلوب قبل الأبواب للعالم لتحتضنهم الدولة بحب وتقدير واحترام، يريد حفظ الحقوق وصون الكرامة على أرض الإمارات للجميع، يريد العدل، يريد المساواة، يريد وأول ما يريد حياة كريمة مستقرة لأبناء الإمارات، تقديراً لجهدهم وإخلاصهم، ومكافأة لما بذلوه في تأسيس هذه الدولة الاتحادية العملاقة، فالمواطن ورفاهيته وعيشه الكريم أولوية دائمة في فكر قائد المسيرة وربانها خليفة الخير، فكانت توجيهاته السديدة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي صريحة وشفافة ومباشرة لتطبيق سياسة مالية حكيمة، توفر الخدمات كافة اللازمة للمواطنين، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية التي تخدم أهداف الوطن، ونمو اقتصاده.
ومن رؤية القائد الثاقبة، جاءت توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال ترؤسه لاجتماع المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وتأكيده أهمية دعم وتسريع إنجاز المشاريع كافة التي تخدم المواطنين، خاصة قروض الإسكان التي تبلغ قيمتها 7 مليارات درهم، ضمن موازنة العام الجاري، وهو ما يعكس حرص القيادة والحكومة على توفير مساكن ملائمة للمواطنين، بما يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي لهم ولعائلاتهم.
وحظي الإنسان باهتمام بالغ، وحيز واسع من الدراسة والنقاش في المجلس، باعتباره الثروة الحقيقية للأمم والمجتمعات، وهو الذي يحقق التنمية والبناء والرقي للدولة. وترجمة لهذه الرؤية أولى المجلس التنفيذي اهتماماً خاصاً بتنمية رأس المال البشري باعتباره أولوية مهمة، من خلال مبادرات عديدة هدفت إلى تحقيق مستقبل أفضل للمواطنين، منطلقاً من تأمين مقومات العيش الكريم، وإقامة وتنفيذ البنى التحتية لتواكب الطفرة العمرانية التي تشهدها الدولة، وتسخيرها لرخاء ورفاهية المواطن، وتأمين أرقى الخدمات في مجالات الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي والعمل والمواصلات، وغيرها من القطاعات التي هدفها الأول والأخير توفير خدمات للمواطن، وتوفير أفضل وسائل العيش الكريم لأبناء الوطن، باعتبارهم الثروة الحقيقية، والاستثمار المجزي جداً.
كما زف الاجتماع البشرى إلى ستة آلاف مواطن انتظموا في ورشة عمل التوطين، وباتوا مؤهلين للعمل، من خلال توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بسرعة توظيفهم مباشرة في مختلف المجالات بالقطاعات والدوائر والهيئات الحكومية بالإمارة، والرقم الكبير من الباحثين عن عمل سيحل مشكلة، ويوقف معاناة العديد من الأسر والشباب الذين ينتظرون لحظة انتظامهم للعمل بفارغ الصبر.
إن قيادتنا الرشيدة تؤكد يوماً بعد آخر بما لا يدع مجالاً للشك حرصها على الارتقاء بمواطنيها، وجعلهم محور اهتمامها، لتأمين أفضل فرص العيش الكريم لهم ولأسرهم.




m.eisa@alittihad.ae