يبدأ قضاء الإمارات محاكمة أولئك الذين اعتقلوا بتهمة المساس بالأمن العام وتعريض أمن الدولة للخطر. وكان هؤلاء قد وجهت إليهم تلك التهمة بحسب ما أكد النائب العام للدولة، الذي ذكر في تصريحات سابقة إلى وكالة أنباء الإمارات أن الموقوفين الذين لا تتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة قد “تم حبسهم احتياطياً على ذمة التحقيق لثبوت ارتكابهم جرائم التحريض على عدم الانقياد للقوانين، وعلى أفعال من شأنها تعريض أمن الدولة للخطر والمساس بالنظام العام، والخروج على نظام الحكم، وإهانة رئيس الدولة ونائبه وولي عهد أبوظبي”.
ونحن لسنا هنا بصدد التعرض لقضية ينظر فيها قضاؤنا الذي يتميز بالنزاهة والشفافية، ولا عن التهمة الموجهة إلى الموقوفين، فقد اعتدنا في وطن العطاء أن تأخذ العدالة مجراها، ويحصل كل ذي حق على حقه بالنظام والقانون، وإنما نحن بصدد الإشارة إلى رقي الممارسة والتصرف من قبل الدولة التي تؤكد تعزيز دور وأركان دولة النظام والقانون، رغم جسامة الفعل وفداحة الأمر. فالقضية تدرجت وفق المراحل والإجراءات التي ينص عليها القانون والنظام في مثل هذه الأحوال.
نقول هذا وكلنا فخر واعتزاز بالحرص الكبير من قبل السلطات وأصحاب القرار على ترسيخ دولة العدل والقانون، حرص ملموس ومحسوس في ميادين ومجالات ومواقف عدة، تجسد توجهات إمارات النظام والقانون، وبأن الجميع أمام العدالة سواء. وهو المبدأ والنهج الذي تؤكد عليه قيادتنا الرشيدة في كل مناسبة تستقبل فيها رجالات القضاء وممثلي العدالة وتطبيق القانون، وهو النهج الذي حققت به ومعه الدولة هذه المكانة الإقليمية والدولية المرموقة، وجعلها واحدة من أفضل الوجهات العالمية لممارسة الأعمال، حيث تفضل كبريات الشركات العالمية والمؤسسات الكبيرة أن تتخذ منها مقراً، بفضل البنية التحتية المتطورة والبيئة الآمنة والأجواء الشفافة التي تحتاج اليها لأداء أعمالها والانطلاق بها نحو آفاق أرحب وازدهار أوسع.
ورغم الصخب والتشنج والجلبة والضجيج الذي حاولت إحاطة هذه القضية بها بعض الجهات والمنظمات الخارجية التي تصور نفسها أنها حامية حقوق الإنسان والحريات في العالم ، إلا أن سلطات الإمارات مضت في ممارستها المسؤولة والتعامل الراقي مع الموقوفين وفق القانون والنظام في التعامل مع قضية، تعلم تلك الجهات الخارجية تمام العلم كيف يتم التعامل معها في مناطق أخرى من عالمنا، حيث يختطف “زوار الفجر” المطلوبين، الذين يختفون في ظروف غامضة، ولا يعد يعرف بمصائرهم أحد، بل ولا يجرؤ أي شخص على السؤال عنهم أو إبداء رأيه فيما يجري.
وإذا كانت هناك من كلمة أخيرة، فتتعلق بمقدار الالتفاف الوطني الذي عبر عنه أبناء الإمارات المحبة والعطاء، حول قيادتهم، وحجم التلاحم بين أبناء الوطن في وجه كل من يحاول التطاول على القيادة أو الإساءة إلى رمز من رموز وطن يشمخ بإنجازاته. وعبروا عن هذا الالتفاف والتلاحم بصور شتى، أكدت مشاعر ولاء ينبض في قلب من تشرف بالانتماء لإمارات المحبة والوفاء، وحب يخفق بين الأضلع لقائد وقيادة أبحرت بهم في مرافئ الخير والإنجازات في دولة النظام والمؤسسات والقانون.


ali.alamodi@admedia.ae