لم أكن أعاير أحداً في نادي النصر عندما ذكرت ذات يوم أن أمجاد نادي النصر توقفت منذ أن غادره الشيخ مانع آل مكتوم.. كنت فقط أذكر الحقيقة ومن لديه حقيقة أخرى فيتقدم بها.. ولم أكن أيضاً أضمر شيئاً لمجلس الإدارة الحالي عندما وصفته بأنه يفتقد إلى الخبرة.. ولعل الإجراء الأخير الذي اتخذته إدارة النادي في أعقاب الهزيمة القاسية للعميد النصراوي من نادي رأس الخيمة الذي فاز عليه بالأربعة وهو الفوز الأول للإمارات منذ 23 سنة.. هذا الإجراء الذي أعفى المدرب الألماني باكلسدورف من تدريب الفريق فور إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية جاء ليصحح خطأ قلة الخبرة من جانب الإدارة النصراوية. كانت الإدارة الموقرة قد سارعت في تجديد عقد المدرب لمدة سنتين بعد المباراة الثانية من انطلاقة بطولة الدوري وكأنه كارلوس ألبرتو بيريرا! كأن باكلسدوروف ساحر أو أنه سيأتي بما لم يأت به الأوائل. كان من الغرابة أن يتم التعاقد من المباراة الثانية في الدوري.. وكان الأكثر غرابة أن يكون العقد لمدة سنتين محملاً بشرط جزائي قاسي يعطي للمدرب الحق في الحصول على كامل عقده في حال الاستغناء عن خدماته قبل انتهائه.. وإذا كان هذا التصرف غير مقبول في زمن الهواية، فما بالك بالاحتراف، الذي يقف فيه المدربون على صفيح ساخن كل الوقت، ولا يرضى فيه أي فريق إلا بالفوز. وكان التعاقد مرة ثانية مع المدافع الإيراني نصرتي أيضاً بمثابة تصحيح خطأ حدث في الموسم الماضي عندما تم الاستغناء عن خدمات اللاعب نفسه.. وكان مسارعة النصر في التعاقد الجديد معه أمراً غريباً للغاية بعد أن أبعده منذ بضعة أشهر ليس أكثر.. وكان الأكثر غرابة أن يتم التعاقد مع لاعبين أجنبيين مدافعين وكأن خطوط الفريق الأخرى مثالية. آخر الكلام وخلاصة الأمر في كل ذلك أن “كله بثمنه” والثمن هنا غالياً للغاية فها هو المدرب صاحب الحق في الشرط الجزائي يريد الملايين.. وبالطبع عندما يعود أي لاعب مستبعد من الطبيعي أن يبالغ ويحملنا سبب التخبط والتسرع.. وإذا كانت الخسارة المالية مقدور عليها – على الرغم من اختلافنا مع هذا المفهوم – فأي خسارة يدفعها الفريق النصراوي الكبير من سمعته ومن تاريخه. لقد أصبح النصر بين أندية دبي حالة.. فالكل يمرض ولا يموت.. الكل ينام ويصحو.. الكل يذهب بعيداً ثم يعود.. الكل يستعيد أمجاده وبطولاته إلا العميد. لم يتبق إلا “......” وغريب يا زمن فالنصر العريق لم يتبق له سوى أقدام لاعبيه.