يبدو أن صباح اتبعت الاستراتيجية المثلى للمعيشة عندما غنت: «على البساطة البساطة يا عيني على البساطة نتعشى جبنة وزبدة ونتغدى بطاطا». و«نعم بالبطاطا»، إلا أن البطاطا لم تعد ترضخ لقانون البساطة المعمول به في ذلك الوقت الذي تغنت فيه الشحرورة. ارتفعت أسعار المشروبات، فصيفنا بارد، فماذا يعني إن زاد سعر العصير درهماً أو اثنين؟!! فلا يوجد أصح من شرب المياه ربما وفرت كثيراً. كما أن شتاءنا دافئ، ولا داعي لإشعال الموقد «الشولة». فلا زيتون يحتاج لشواء ولا الجبنة تحتاج للقلي، غير أن اللحم والرز «العيوش» يحتاجون إلى أكثر من ذلك، إذا رفعوا شعارات ضد كل ما هو مطبوخ.. فأسعار سوق الخضار أسقط بورصة الأسهم ويكفي أن صندوق الطماطم كان الأكثر تداولاً في الأشهر الماضية. ويحق لبقية الخضراوات التمرد والتدلل فما يميز صندوق الطماطم بات يميز كيس البصل، وقس على ذلك. أغلقوا المطابخ وأريحو «المخابي» وأعلنوا حالة «الرجيم»، فلا داعي لكل هذا التبذير فـ»الناس لا يعرفون ما تأكلون ولكنهم يعرفون ما يلبسون»! غلاء غلاء غلاء بات موضوع قديم حتى الجانب الحيوي الذي يحويه بات ممل. دعونا نقلب الأمور ونقول إن الغلاء معقول في ظل ارتفاع كل شيء، مستوى المعيشة ومستوى دخل الفرد. فلا بأس في بعض الارتفاع دام مقدور عليه، «أصرف ما في الجيب يا أتيك ما في الغيب». وربما هذه فرصة لكل من ينطلق في ماراثون بعربات التسوق في الجمعيات أن يفكر مرتين بما يحتاج له حقاً، فبدل من يكوم الأغراض وكأنه لن يشتري شيئاً حتى آخر الشهر. وقد تكون فرصة لزيارة بعض المطعام المعقولة في تكلفتها فتنويع مفيد لكسر الروتين. ارتفاع الأسعار ليس مقتصراً على منطقة دون الأخرى، إلا إدراكنا أنها لن تتوقف عند هذا الحد يفزعنا. وزيادة الأسعار 50% على بعض السلع والمواد الغذائية الرئيسية كفيلة بنشر الخوف من زيادة أخرى تكون 100% أو تتجاوزها. أرقام ونسب وتقارير وتحاليل تتجاوز حدود الجيوب المحدودة والطموحة. أما البساطة يا شحرورة، فتحتاج إلى بساط يحملنا إلى الأمس البسيط ومتطلبات الأبسط، كما نحتاج إلى أن نضع النظريات الاقتصادية في حقيبة موصولة بحجر ونرميها في قاع البحر، لعل أسماك القرش تستفيد منها، أما نحن فنكتفي ببساط الريح ومغامراته ونلتمس من العذر لصندوق الطماطم وكيس السكر والزيت. ameena.awadh@admedia.ae