مع إطلاق وزارة الداخلية حملة التوعية المرورية الثانية لهذا العام على مستوى الدولة، تحت شعار “لا تنهِ حياتك بحادث”، التي تستمر لمدة 3 أشهر، وتهدف إلى نشر التوعية بين أفراد المجتمع كافة للحدّ من الآثار المترتبة على الحوادث المرورية، وحث شرائح المجتمع كافة على الالتزام بقواعد السير والمرور، وإدراك الخطر المحيط بها جراء عدم التزامهم بالقواعد المرورية، بالإضافة إلى خلق نوع من الوعي وتعزيز الثقافة المرورية لدى جميع مستخدمي الطريق، يتوجب علينا مستخدمين للطريق وسائقي مركبات المساهمة قدر الإمكان مع الوزارة في تنفيذ حملتها، وإنجاح أهدافها الرامية إلى حماية أرواحنا، وحماية الممتلكات العامة، ووضع حد لسفك الدماء وهدرها على الأرصفة والشوارع، نتيجة الحوادث التي تشكل النسبة الأكبر في أسباب الوفيات بالدولة، فكل شخص معني ومطالب بوضع يده بيد الوزارة لتحقيق الأهداف السامية للحملة المرورية الثانية التي تنطلق في ظروف يتوجب علينا إزاءها التزام الحيطة والحذر، وأن نكون أكثر اهتماماً من أي وقت مضى، ففي هذه الأوقات من العام ومع دخول فصل الصيف بكل ما فيه من حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية، تزداد معدلات الحوادث المرورية، أو بالأحرى تزداد مسببات الحوادث، ومنها انفجار الإطارات نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأسفلت، وحرارة الجو التي تؤدي إلى اهتراء الإطارات وتعرضها للانفجار بشكل أكبر من فصل الشتاء.
وعليه يجب أن تركز إدارات المرور بالدولة، ووزارة الداخلية في حملتها المرورية الحالية على الإطارات والتأكد من صلاحيتها، وعمرها الافتراضي، خاصة مع إهمال شريحة كبيرة من السائقين الإطارات وفحصها الدوري والتأكد من صلاحيتها، فترى للأسف الواحد من هؤلاء لا يلقي للإطار بالاً، ولا يأتيه من قريب أو بعيد، إلا بعد اهترائه وانفجاره، وهي مشكلة كبيرة تجب معالجتها، ومن أساليب المعالجة التأكيد بالحملات المرورية على الإطارات وعدم التهاون مع المتجاوزين والمتهاونين والمتساهلين والمتناسين صلاحية إطارات سياراتهم، وإذا أكدنا على قائدي المركبات الخفيفة مرة، يجب التدقيق والتأكيد على قائدي الشاحنات والمركبات الثقيلة ألف مرة لأن أي حادث لهذه المركبات الثقيلة على الطرق العامة الداخلية أو الخارجية يعني كارثة.
فالأرقام التي أعلنتها وزارة الدخلية مؤخراً حول أعداد الحوادث المرورية وضحاياها كبيرة، وتشكل خطراً على المجتمع، وتهدر ما تهدر من المال العام، ففي الأشهر الخمسة الماضية فقط وقع 2618 حادثاً مرورياً، أسفر عن وفاة 338 شخصاً، وإصابة 3326 شخصاً بإصابات متفاوتة، وكان السبب الرئيس في تلك الحوادث عدم الالتزام بخط السير الإلزامي، أي أن ثقافة السائقين ووعيهم بخطورة السرعة قد زادا بعد تسيد السرعة الزائدة أسباب الحوادث المرورية، وربما يكون نشر الرادارات المتحركة والثابتة والقناصة هو من ردع السائقين المتهورين، وألزمهم بالسرعات القانونية، خاصة على الطرقات الخارجية، ومع ذلك نتمنى أن تنخفض الأرقام دون ذلك بكثير، وتكون شوارعنا أكثر أماناً، وأقل خطراً على المستخدمين.


m.eisa@alittihad.ae