يحب الإنسان عادة الرخاء في عيشه، ولكن حين يبالغ في صرفه في غير ضرورة، فإن ذلك يتحوّل إلى نوع من البذخ، الذي هو كِبْرٌ واستعلاء في نفس الإنسان على غيره من الناس، فبعض الناس يبذخون في حياتهم، فيصرفون الآلاف والملايين، بلا وعي أو حساب، في كماليات ليسوا بحاجة لها، إنما يفعلون ذلك تباهياً أمام الآخرين، وربما على أقرب الأقربين إليهم ممن قد لا يملكون قوت يومهم، غير مراعين لشعورهم، بل يباهون ويتفشخرون بما لديهم في كِبر وتكبّر! قد يفتخر الإنسان بنفسه بحسبه ونسبه، أو بما لديه من مال وجاه وغيره، ولكن ذلك قد يصبح بَذْخاً، أو تطاولاً وتكبّراً على الآخرين، ناسياً، أو متناسياً أن كل ذلك ربما يكون نقمة عليه لا نعمة له. البذخ هو العلُوّ والتعظُّم، ويقال بَذَخَ إذا تَعَظَّمَ، وفلانٌ في باذخٍ من الشَّرف أي عالٍ. البَذَخ: الكبر، والبَذَخ تطاول الرجل بكلامه وافتخاره؛ بَذَخَ يَبْذَخْ ويَبْذُخُ، والفتح أعلى، بَذَخاً وبُذُوخاً. وتَبَذَّخَ تطاول وتكبر وفَخَر وعلا. وشَرَفٌ باذِخٌ أَي عال، ورجل باذِخٌ، والجمع بُذَخاءُ؛ وقال ساعدة بن جؤية: بُذَخاءُ كلُّهُمُ إذا ما نُوكِرُوا يُتْقَى كما يُتْقَى الطَّلِيُّ الأجْرَبُ وبَذَّاخ كباذِخ؛ قال طرفة: أنتَ ابنُ هِنْد فَقُلْ لي: من أَبوك إذاً؟ لا يُصْلِحُ المُلْكَ إلاَّ كلُّ بَذَّاخِ وباذَخَه: فاخَرَه، والجمع البَواذِخُ والباذِخاتُ. وفي الكلام هو بَذَّاخٌ، وفي الشعر هو باذِخٌ؛ وفلان يَتَبَذَّخُ أي يتعظم ويتكبر. وفي حديث الخيل: والذي يتخذها أَشَراً وبَطَراً وبَذَخاً؛ البَذَخ، بالتحريك: الفخر والتطاول. والباذخ: العالي، ويجمع على بُذَّخ؛ ومنه كلام عليّ، رضي الله عنه: وحَمَّل الجِمالَ البُذَّخَ على أكتافِها. والباذخُ والشامخُ: الجبل الطويل، صفة غالبة، والجمع البَواذخُ. وقد بَذَخَ بُذُوخاً؛ وبَذَخَ البعيرُ يَبْذُخ بَذَخاناً، فهو باذخٌ وبَذَّاخٌ: اشتدّ هَدْرُه فلم يكن فوقه شيء، وإنه لَبَذَّاخٌ. وتقول إِذا زجرته عن ذلك أو حكيتَه: بِذِخْ بِذِخْ. صريع الغواني: وَلَقَد تَعَرَّضَ قَبلَ أن أَلقاكَ لي بَحرُ النَدى مِن راحَتَيكَ فَهالا وَكَّلتَ نَفسَكَ بالمَحامد وَالعُلى فَجَعَلتَها لَكَ دَهرَها أَشغالا أَقسَمتُ لَولا أنّ نَيلَكَ واسِعٌ ذَهَبَ النَوالُ فَلَم نُحِسَّ نَوالا بِكَ أستَطيلُ عَلى الزَمان وَرَيبِهِ ... وَلَرُبَّما بَذَخَ الزَمانُ وَصالا أَمَّلتُ مِنكَ نَوافِلاً فَأصَبتُها ....... إنَّ اليَقينَ يُصَدِّقُ الآمالا وَوَعَدتَني وَعداً فَقَد أَنجَزتَهُ ...... وَفَتَحتَ عَن أَبوابِكَ الأَقفالا