في موضوع أزمة البترول والتي انطلقت قبل حوالي الأسبوعين من الآن، أجدني غير مقتنع بالمبررات التي أطلقتها مجموعة «إينوك» لتفسير غياب البترول عن محطاتها (ايبكو وإينوك) في بعض إمارات الدولة، وأعتقد أن هذا لسان حال غيري من المتابعين لهذه القضية والمتضررين منها.
الشركة أرجعت السبب إلى أعمال الصيانة، وقيامها بتبديل مضخات البترول في محطاتها، وذلك ضمن مشروع صيانة يستمر لمدة ثلاثة أشهر مقسم على عدة مراحل، ويشتمل في مرحلته الأولى على تبديل المضخات في الشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة، وسيطال بقية المراحل بإمارات أخرى.
عندما تفكر في هذا التفسير تجده غير منطقي بالمرة، أولا: ما الذي يدفع شركة تتمتع بالخبرة والتجربة الطويلتين إلى إجراء عملية صيانة بهذا الحجم وفي وقت واحد، بطريقة تتسبب في حصول أزمة تربك معظم السائقين الذين اعتادوا على التزود بالوقود من خلال هذه المحطات، وتؤدي إلى تكدس السيارات في طوابير طويلة أمام المحطات الأخرى. ثانياً: تفسير تبديل المضخات قد يبدو مقبولاً بالنسبة للمحطات القديمة جداً، والتي تحتاج صيانة، لكن أن تطال الصيانة جميع المحطات فإنه أمر غير معقول خاصة وأن بعض المحطات حديثة، ولا ندري ما هو المبرر الذي يمكن أن يقال لتفسير إخضاعها للصيانة.
حتى لو قبلنا بهذا المبرر على مضض، فإنه يدين الشركة أيضا ويكشف أن هناك سوء إدارة لعملية الصيانة، فما هو الداعي للقيام بعملية صيانة لكل هذا العدد من المحطات في الوقت نفسه؟ ألم تكن هناك حلول أخرى أفضل وأكثر سهولة؟ مثلا توزيع جدول الصيانة على فترة زمنية أطول من فترة الثلاثة أشهر، وعلى عدد محدود من المحطات وبصورة لا تتسبب في حصول أزمة تزود بالوقود.
أعتقد أن ملف محطات البترول أصبح بحاجة إلى تنظيم ووضع ضوابط له، لأن منظر المحطات التي تغلق أبوابها بالسلاسل الحديدية، تكرر أكثر من مرة في ظرف أقل من سنة واحدة، وسبق وأن حصل مع محطات الإمارات مرتين، في أكتوبر ومارس الماضيين، وها هو الأمر يتجدد مرة أخرى مع مجموعة شركات إينوك. صحيح أن الأسباب كانت مختلفة حسب ما تقول الشركات، لكن النتيجة كانت واحدة لدى السائقين، والذي عانى بعضهم الأمرين في سبيل التزود بالوقود، وبالتالي لابد أن تكون هناك حلول، مثل وجود جهة مرجعية لشركات التزود بالوقود تشرف عليها وتراقب أداءها، حتى لا تتكرر مثل هذه الأزمات في توزيع الوقود. جهة تملك الصلاحية لمنع شركة من إغلاق عدد كبير من محطاتها في نفس الوقت بحجة الصيانة!


Saif.alshamsi@admedia.ae