لا تدعي اليوم أن بإمكانك التكهن بمن ستكون له الغلبة في مباراة منتخبنا الوطني مع العراق.. كل الاحتمالات متاحة، وكل النوافذ مشرعة، ولدى كل فريق الأدوات التي تجلب له الفوز، ولديه أيضاً مسوغات أفضلية الآخر، التي تجبره على الحذر الشديد. العراق حتى الآن، هو حامل لقب البطولة الآسيوية، التي حصل عليها في عام 2007، وقدم أمام إيران مباراة كبيرة، لكننا في المقابل قدمنا أمام كوريا مباراة أكبر، وفي “خليجي 20”، الذي شهد آخر مواجهة رسمية بيننا و”أسود الرافدين” كان التعادل سيد الموقف، مع اختلاف بسيط، هو أن “الأسود” كانوا حاضرين بالقوة الضاربة، وكنا نحن نلعب وينقصنا تقريباً قوام الفريق، ومعظم اللاعبين الذين سنراهم اليوم، هم من أبطال المنتخب الأولمبي أو من نجوم الوحدة الذين كانوا مشغولين وقتها بالإعداد لمونديال الأندية. نراهن اليوم على استقرارنا، الذي هو سمة المنتخبات الإماراتية، وبالطبع نحن لا نريد للأشقاء سوى الاستقرار مثلنا، غير أن الأيام الأخيرة شهدت تجاذبات كثيرة في صفوف الفريق العراقي، ورحيل مدربه العام ناظم شاكر بسبب دفاعه عن لاعبيه وتحميله مسؤولية الخسارة من إيران للمدرب واتحاد الكرة، ليدفع ثمن شجاعته، وثمن شجاعة لاعبي العراق، ولكن علينا أن ندرك أن الفريق الشقيق ينتفض في تلك المواقف، ويراها السبيل المثالي لتأكيد عكس ما يردده الناس، ومن هنا علينا أن نمتص حماسة “أسود الرافدين من البداية”، وأن نسير بالمباراة إلى حيث نريد، وأن نفرض عليهم أسلوبنا، لا أن نتوتر أو يصيبنا الضغط مثلما حدث في افتتاحية مباراتنا أمام كوريا الشمالية. نريد من منتخبنا اليوم، تلك الفترة التي دانت له فيها السيطرة الكاملة، ورسم لوحات من الفن الكروي أمام الكوريين، وأن يتأكد لاعبونا أنهم بالحسابات وبالمنطق يضمون خيرة لاعبي الإمارات وفرسان جيل ناصع، وأن يعلموا أن الضغط من الواجب أن يكون على المنافس لا علينا، فهم الذين يطاردهم اللقب وتدفعهم الخسارة من الإيرانيين، وسيلعبون بين سندان الخوف من شبح ضياع عرشهم، ومطرقة الهزيمة الأولى، ولن يرضيهم أو يقنعوا بالتعادل بأي حال من الأحوال، ولذا سيذهبون من البداية سعياً إلى التسجيل، وهنا نعول على نجومنا في الوسط والدفاع، لإبطال هذه المحاولات في مهدها، وأن يكون التركيز شعارنا في الهجمة المرتدة .. تماماً مثلما كان حالهم أمام إيران .. هجوم معظم الوقت وفرص كثيرة، غير أن المنتخب الإيراني ومن هجمتين منظمتين حقق ما أراد. لم نكن نود بالطبع أن تكون المباراة على هذا القدر من السخونة، أو أن تأتينا ونحن في ظروف لا تسمح لنا معاً حتى بأن ننشد التعادل، ولكن تلك هي الكرة، ولو فزنا معاً في الافتتاحية، ربما لكان اللقاء العربي أقل حدة مما نتوقعه اليوم، ولكن تلك هي الكرة، وتلك هي ظروف المعادلة التي لا نصنعها نحن وإنما تصنعها الظروف. كلي ثقة في أن لاعبي الأبيض اليوم سيبذلون قصارى جهدهم، وأنهم أكثر دراية منا بما يجب عليهم أن يفعلوه، وبأن الجماهير ستكون حاضرة بقوة، تساند أبناءها وتدعمهم، ولتبقى النتيجة عنواناً للعمل، الذي نقدمه في أرض الملعب، ويعنينا في المقام الأول أن يكون العمل رائعاً، وعندها ستأتي النتيجة من جنس العمل. كلمة أخيرة: مواجهة «أسود الرافدين» اليوم هي الإجابة عن السؤال: ماذا نريد من البطولة؟ mohamed.albade@admedia.ae