فجر أمس الأول سادت حالة من الهرج منطقة شارع الوحدة بالشارقة إثر حادثة انفجار ثلاث أسطوانات غاز في أحد المطاعم بذلك الشارع الحيوي، ودفع عشرات الأسر التي تسكن المنطقة للنزول للشارع بعد أن استيقظوا على دوي الانفجار، الذي من لطف الله اقتصر على خسائر مادية، لتظل الأسئلة مفتوحة حول ما جرى، في ضوء أكبر حملة توعية تشهدها مختلف مناطق الدولة للوقاية من الحوادث تنفذها الإدارة العامة للدفاع المدني.
ومع كل حادث يقع، تتردد ذات العبارات التي تتحدث عن سرعة الوصول الى موقع الحادث وعدد الآليات التي هرعت للمكان، والإجراءات التي اُتخذت لتأمين المكان، ومنع انتشار الحريق وحراسة الممتلكات العامة والخاصة في الموقع، وتوفير انسيابية الحركة المرورية التي عادة ما تتأثر في مثل هذه الأحوال. عبارات تضع إدارة الدفاع المدني نفسها في موقع المدافع عن نفسه في وجه أي إشارة سواء بالتلميح أو التصريح عن وقوع تقصير في هذا الاتجاه، في وقت يفترض أن ينصب فيه الحديث باتجاه ضعف الدور الرقابي والحملات الميدانية على المواقع والأماكن التي تفاجئنا بالحوادث. والتي تنطلق بعد وقوعها الدعوات والمناشدات للجمهور وأصحاب المطاعم “بالتأكد من سلامة وصلاحية أسطوانات الغاز، وإبعادها عن مصادر النيران المباشرة والتمديدات الكهربائية والصيانة الدورية للوصلات المطاطية، والتأكد من عدم تسرب الغاز من خلال استخدام “الرغوة” على الوصلات المطاطية ومنظم الغاز الذي يوضع على الاسطوانة، وإحكام إغلاقه عند المغادرة”. وغير هذه من المناشدات والدعوات للسلامة، وهي على الرغم من أهميتها، الا أنها غالباً ما تجيء متأخرة، ولا تجد الآذان الصاغية بسبب تنوع الجمهور الذي تستهدفه هذه الحملات والمناشدات. كما أنها لا تغني عن غياب وتفعيل الحملات الرقابية والتفتيشية الميدانية التي تتصدى بحزم وقوة للكثير من الممارسات التي لا تولي عوامل الوقاية والسلامة ما تستحق من اهتمام ومتابعة لأجل توفير دراهم معدودات، على حساب سلامة الآخرين. تدني مستوى هذه المتابعة جعل منطقة كصناعية الشارقة، واحدة من أكثر المناطق التي تشهد حوادث حرائق، لعل أحدثها ما جرى في نفس مساء انفجار اسطوانات الغاز، حيث التهم حريق 15 “كرفانا” ومستودعات للأخشاب، وتدخلت فرق للمطافئ من أربع نقاط للدفاع المدني لإخماد الحريق وتبريده، بعد أن قدمت من مراكز الصجعة وسمنان ومويلح والحمرية.
إن هذه الوقائع تدعونا لتجديد الدعوات الى إدارة الدفاع المدني في الشارقة وغيرها من مدن الدولة لتكثيف الجانب الوقائي، والتعامل بحزم وشدة مع أي مخالف للاشتراطات التي تضعها الإدارة، وفق استراتيجيتها للحد من حوادث الحريق، لحماية الأرواح والممتلكات. خاصة وأن مواقع وأماكن الحرائق في حالة صناعية الشارقة، تكاد تكون متشابهة من حيث الظروف والعوامل التي أدت إليها. ومع هذا نجدها تتكرر، وتختلف في نتائجها الكارثية من حالة الى أخرى في المكان الذي يعج بالمستودعات الضخمة. ونذكر أنفسنا والإدارة بالمقولة الشهيرة التي تؤكد أن “الوقاية خير من العلاج”، ومع هذا تتكرر حوادث بالإمكان الحد منها بالمزيد والمزيد من حملات التفتيش.


ali.alamodi@admedia.ae