لماذا نقول أحمد شبه خالد ولا نقول شبيهه؟ ولماذا نقول «غير المعقول» ولا نقول «الغير معقول»؟ الفرق بيـن الشِّبْهِ والشَّبيهْ أن الشبه أعم من الشبيه، ألا تراهم يستعملون الشبه في كل شيء، وقلّما يستعمل الشبيه إلا في المتجانسين، تقول: فلان شبه الأسد أو شبه الكلب، ولا يكادون يقولون: شبيه الأسد وشبيه الكلب، ويقولون: زيد شبيه عمرو، لأن باب «فعيل» حكمه أن يكون اسم الفاعل الذي يأتي فعله على «فعُلَ» ولا يأتي ذلك في الصفات.. فإذا قلتَ: زيد شبيه عمرو، فقد بالغت في تشبيهه به وأجريته مجرى ما ثبت لنفسه وإضافته إليه إضافة صحيحة. وإذا قلت: زيد شبه عمرو وعمرو شبه الأسد، فهو على الانفصال، أي شبه لعمرو وشبه للأسد، أنه نكرة وكذلك المثل، ولهذا تدخل عليه «رب»، وإن أضيف إلى الكاف. قال الشاعر: يا ربَّ مِثْلكِ في النســاءِ غرِيْــــرةٍ بيضـــاءَ قــدْ متَّعْتُهــــا بطــلاق فأدخل «رُبّ» على «مثلك»، ولا تدخل «رب» إلا على النكرات. وأما الشبهُ فمصدر سُمِّي به، يقال: الشبهُ بينهما ظاهر، وفي فلان شبه من فلان، ولا يقال فلان شبهه. والشبه عند الفقهاء الصفة التي إذا اشترك فيها الأصل والفرع وجب اشتراكهما في الحكم، وعند المتكلمين ما إذا اشترك فيه اثنان كانا مثلين. وكذلك الفرقُ بين العِدل والعَديل سواء، وذلك أن العدل أعم من العديل، وما كان أعم فإنه أخص بالنكرة، فهو للجنس وغير الجنس. تقول: عمرو عِدْل، وزيد عدِيله وعِدْلُ الأسد، ولا يقال: عَديله. وقال بعض النحويين: مثل وغير وشبه وسوى، لا تتعرف بالإضافة، وإن أضيفت إلى المعرفة للزوم الإضافة لمعناها وغلبتها على لفظها، وذلك أنك إذا قلت «هذا المثل» لم تخرجه عن أن يكون له مثل آخر، ولا يكاد يستعمل إلا على الإضافة، حتى ذكر بعض النحويين أنه لا يجوز «الغير»، إنما تقول: غيرك وغير زيد ونحو هذا. وشبيهُك معرفةٌ وشبْهُكَ نكرة، تقول: مررت برجل شِبْهك على الصفة، ولا يجوز برجل شبيهك لأن شبيهاً معرفة ورجلاً نكرة، ولا يوصف نكرة بمعرفة ولا معرفة بنكرة، والدليل على أن شبيهك نكرة وإن أضفته إلى الكاف أنه يكون صفة لنكرة، والمراد به الانفصال، ولا يجوز شبه بك كما يجوز شبيه بك وذلك أن معنى شبيه بك: المعروف بشبهك، فأما شبهك فبمنزلة مثلك، عُرف بشبهه أو لم يعرف. أبو تمام: شـــــــــــَبيهُ الخَـــــــد بالتُّفــــا حِ والريقـــــــــة بالخمـــــــــــــرِ بَدِيــــــعُ الحُسْــــنِ قَـــدْ أَلـــفَ مــــنْ شَمْـــــــس ومِـــن بَـــدْرِ لــــهُ وجـــــــــــهٌ إذا أبصـــــــرْ تَهُ ناجَــــــاكَ عَـــــــــنْ عُــــذْرِ تَعالــــــى اللَّــــهُ ما تَقْـــــــــــدَ حُـــــهُ عَيْنـــــاهُ فـــي صَــــدْرِي ابن المعتز: يا بَديعَــــــــاً بلا شــــــــــــَبيه، ويــــا حقيقـــــاً بكـلّ تيـــــــــهِ ومــــــن جفانــــــي، فـــــلا أراهُ هَـــبْ لـي رُقـــاداً أراكَ فيـــــــه ابن القيسراني: كلمـــــا خالســــــــته نظـــــري رد جفنيــــــه علــــــــى حـــــورِ وا بلائـــــي مــــــــن مفوـقـــــة ليس تـرمي القلــــبَ عــن وتـــرِ كيــــف لا تصمــــي وأســــهمها واقعـــــات مـــن يـــد القـــــدر بأبـــــي مـــــن فـــي عمامتـــــه قمــــر فــــي هالـــــــة القمـــــرِ يا عديــــلَ النفـــس محتمــــــلاً ونزيلَ الطــــرف فــــي الحضــــرِ أنتَ من هـــــــــذا المحـــل وذا أبـــــــــداً فــي رحلتــــي ســـفرِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae