تعرفت عليه لأول مرة عندما خرجت من المدرسة، وتطورت علاقتهما، تدريجيا إلى أن وقعت في حبه وسلمته نفسها، وما إن حقق مأربه منها حتى هجرها، لكنها كانت عرفت الطريق إلى السعادة، وكسرت حاجز الخوف فتعرفت على آخر ليضمد جراحها، ثم ثالث ورابع.. كانت رائحة العار قد تسربت ووصلت إلى ذويها، فكان شقيقها هو الذي يواجه العار أكثر من غيره، لأنه شاب معروف، فكان ينتقم منها ويضربها ويحبسها في المنزل، لكنها كانت تجد في كل مرة مخرجا لتنجو من الحبس، لدرجة أنها صارت تتسلل من المنزل ليلا لتقضي ليلها في الأندية الليلية مع شلة الأصحاب من رفقاء السوء. تمادت في اللهو والعبث وكأن مساً من جنون أصابها، جعلها تعتبر كل شيء مباحا وكل شيء قابلا للتجربة، ولا بأس من خوض مزيد من التجارب في سبيل اكتشاف الذات واكتشاف الآخر في مشوار البحث عن الحب، وهذا دفعها للدخول إلى عالم المخدرات، ذلك العالم الذي يؤدي إلى طريق المهالك، ولا مخرج منه إلا على القبر أو السجن، فأدمنت لتبدأ مشواراً آخر من العذاب اللذيذ الذي تستمتع به وكأنها تجد ذاتها في تعذيب نفسها وإذلالها من أجل سعادة وهمية ولحظات زائلة. لم يكن ينقصها شيء، فعائلتها تحرص على أن توفر لها ما تحتاجه أو تطلبه، ورغم فشلها في الدراسة، إلا أنها كانت تحرص على تعليم نفسها وتثقيفها، فتعلمت بضعة لغات وكانت تحرص على القراءة، مما ساهم في اتساع إدراكها، فكان ذلك يسعد والديها ويجعلهما يفتخران بها، غير أن كل ذلك لم يسهم في إنقاذها من مستنقع الفساد الذي غرقت فيه. كانت مفعمة بحيوية الشباب، جميلة من عائلة كريمة، باختصار كانت أمنية كل شاب مقبل على الزواج خصوصا أنها في عنفوان شبابها وفتنتها. غير أن عبثها ولهوها حرمها من كل ذلك، فقد صارت سمعتها في الحضيض، وسمعة الفتاة وأخلاقها أهم الأشياء التي تملكها، وإذا فقدتها فقد فقدت كل شيء، فالجمال وحده لا يكفي، خصوصا في مجتمعاتنا العربية والشرقية التقليدية. وفي يوم من الأيام وجدت ميتة وحيدة في غرفتها، فكانت نهاية مفاجأة وغامضة، فهناك من قال إن حبسها في غرفتها وبعدها عن حبها سببا لها حزنا كبيرا حتى انفطر قلبها فتوقف عن الحياة، ومن قال إنها لم تتحمل صراع جسدها مع الحاجة إلى المخدرات وهي حبيسة لا تستطيع الحصول على جرعاتها اليومية، مما سبب لها صدمة أودت بحياتها، وهناك من قال إنها تناولت جرعة زائدة، ومن زاد في غموض القصة فخرج بسيناريو مقتلها على يد شقيقها الذي سئم منها ومن الفضائح التي تسببها له وللعائلة. amal.almehairi@admedia.ae