الانتهازية ظاهرة فردية تخص التركيب الأخلاقي للفرد، و الشيء الوحيد الثابت لدى صاحبها هو مصلحته الشخصية وتلبية حاجات نرجسيته، وكل شيء بعد ذلك قابل للتغيير، حتى مواقفه وآراءه وأشكال معيشته وصداقاته وعلاقاته بالآخرين من يوم لآخر، ومن ساعة لأخرى إذا ما اقتضت مصلحته الشخصية ذلك، ولا تقتصر تلك الظاهرة على شريحة معينة من شرائح المجتمع، واللافت أن أفراد هذه الفئة لا يمتلكون أي شيء يمكن أن يقدموه لمجتمعهم و السبب في ذلك أنها لا تهتم بالمجتمع، بل بتحقيق مصالح أنانية خاصة بها فقط ..حتى لو تحقيق تلك المصلحة يضر بالآخرين. يحاول بعض ضعاف النفوس استغلال التساهل والتسامح من الآخرين، كي يتطاولوا على خرق القانون هنا، أو هناك ، ضاربين بعرض الحائط القيم والمبادئ ورقابة الضمير كثيراً ما نشاهد أمثال هؤلاء، فمثلًا ترسل السائق أو السائقة أو العامل، أو الخادمة إلى مكان معين ليقضي لك أمراً، سواء في السوق أو أي مؤسسة خدميه أخرى ... أو ليأتي بأبنائك من المدرسة، ويأتيك العامل أو السائق الذي عهدته وفياً مسالماً، وقد انقلب 360 درجة بداية يسأل في أدب، هل يمكن أن تتنازل عن خدمتي لك ؟ ينتصب في ذهنك ألف سؤال، وتبدأ بطرح الأسئلة عليه هل قصرت في التعامل معك ؟ تأتيك الإجابة بالنفي وهل ...وهل ..؟؟ وتجد جل الإجابات بالنفي، وتتساءل ماذا حدث ؟ ثم تصل بعد نقاش طويل ... إلى أن هناك من قابلة من تلك الفئة الانتهازية، وعرض عليه العمل لديه على أن يمنحه زيادة في راتبه لو استطاع التخلص من كفيله والعمل لديه ... لا أدري هل سأل هذا الانتهازي نفسه عن هذا السلوك الذي انتهجه، ومدى أثره على تلك الأسرة من تداعيات، وكيف سيربك عمل البيت والمدارس والأطفال والأولاد والبنات، وكيف سيشل نظام الأسرة بكاملها ... أو عمل ذلك التاجر، وخططه أو صاحب العمل ؟ وكم صبر على تدريبه ليقوم بعمله لا شك أن الصورة، ستكون قاتمة وقاتمة جداً، وينتصب سؤال ليطرح نفسه بهذا الخصوص ... هل القانون يجرم مثل هذا السلوك ؟ هناك العديد من المكاتب المرخصة لجلب العمالة في مختلف أرجاء الدولة، ويمكن لأي أحد أن يتقدم للحصول على الخدمة دون الإضرار بالآخرين ومصالحهم، لماذا أعينهم لا تلفت إلا على الأشياء التي في أيدي غيرهم؟ أكاد أجزم أن العديد من الأسر المواطنة طالتها نيران هذه الفئة، وخربت وشتتت نظامها وسقتها الأمرين ... مواقف انتهازية ... طابور طويل للجمهور يأتي أحدهم، ويتخطى الجمهور ويقف في المقدمة...أليست انتهازية شارع 12 متراً بين المساكن الجار الأيمن يضع يده على 4 أمتار، والأيسر على أربعة أخرى يختزل الطريق ليصبح 3 أمتار... صورة أخرى شارع تصطف فيه السيارات يأتي أحدهم من أقصى اليمين ليدخل في المقدمة أليست انتهازية ..؟! هذا التطاول، يجعلنا نتساءل عن حرص المواطن على مصلحة المجتمع التي هي بالتأكيد مصلحته ومصلحة أسرته، والحري به وبغيره أن يكون مثالاً يحتذي في الالتزام بالقانون في كل مفاصل الحياة اليومية، سواء أكانت هناك رقابة من الآخرين، أم لم تكن، وسواء وجِد الرقيب والحسيب، أم لم يجد ..الأمثلة عديدة والمجال لا يتسع ... فرفقاً بمجتمعنا يا سادة ! jameelrafee@admedia.ae