لو كان ناشر الـ”ويكيليس” عربياً، أو موقعه يبث من منطقة عربية، لأصبح منذ زمانٍ من عداد المفقودين في صحراء التيه أو من المخطوفين من جهات “مجهولة”، ولن يبصر الحياة من جديد أو مدسوساً في قبر جماعي، المهم سيتخلصون منه، ويخلصون العالم من شروره بالتصفية والقتل؛ لأنهم مجمعون ومجتمعون على تخطيه خطوطهم ما فوق الحمراء والبنفسجية التي تكاد أن تعرّي العظم، وهذه فيها قطع رقاب، ودون حساب!
- ثورات ما يعرف بالربيع العربي، رفعت شعارات التغيير في المجتمع من الخارج، برفع سقف الحرية، وانتقاد السلطة السياسية القائمة، لدرجة عالية جداً حد كاد يمس بـ”المحرمات” الرئاسية، لكنها ظلت مترددة تجاه التغيير في المجتمع في الداخل أو العمق كحرية طرح ونقد أمور تخص التسلط باسم الديني والمقدس والجنسي والعادات الاجتماعية التي تضر بالمجتمع وتطور أفراده!
- الإفرازات التي حدثت بعد نجاحات الثورات في تونس ومصر، وما صدم الناس من تصرفات غير مسؤولة، ولا تنتمي للحس الوطني، ولا فرح التغيير، هي نتائج للقمع الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي مورس ضد هذه المجتمعات لسنوات طويلة، ونتائج للتربية الشخصية العربية المقهورة والمقموعة طوال عهود من الديكتاتورية السياسية!
- فئة النخبة اليوم تغيرت وأصبحت فئة مختلفة عن فئات النخب الماضية التي تعرف بـ”الانتليجنسيا أو المثقفين أو الطليعيين”، بحكم اختلافها من مجتمع لآخر، ومن زمنٍ إلى زمنٍ، فيوماً ما كان كاهن المعبد أو الساحر هو من نخب المجتمع، ويوماً كان الفارس والمحارب، ويوماً كان الفلاح، ويوماً آخر كان الصانع والعامل، واليوم ربما النخبة هي جيل الشباب الذي يستطيع أن يتواصل عبر الوسائط الاجتماعية، وينفذ للعالم من خلالها!
- استدعاء التيارات السلفية في المجتمعات، خاصة المجتمعات العربية والإسلامية، وفي وقت الأزمات، هو استدعاء سياسي بحت يراد به إما تمهيد الطريق للمترصدين للوثوب على السلطة، وإما بخلق الفوضى الجماعية لإعادة ترتيب وضع متسلط جديد، وذلك من خلال أقصاء الرأي الآخر، وإبعاد الشخص المخالف، وتخوين الوطني المعارض بأحكام ونصوص “مقدسة” وبأدوات عنف قاسية وقاصية!
- لا شيء متكاملاً، ويرفع الإنسان إلى حدود الكمال الإنساني، مثلما يجتمع في داخله ضمير إنساني، وضمير مهني؛ لأن الأول يمثل الشرف، والثاني يمثل الصدق والأمانة!


amood8@yahoo.com