بعد انتهاء علاقة حب؛ تكثر الجثث التي هي الهدايا المتبادلة أثناء توهج الطمأنينة، فنحن كنا معاً، ومعاً كنا نحن، وكنا نحن معاً .. إلى آخر كل ذلك من وردٍ في حديقة. المهم، يطرح الانفصال على كل من الجانبين إرث لا حد له من العبء، وأين يمكن لهدايانا ورسائلنا أن توضع أو ماذا نفعل معها. ??? قرأت خبراً منذ أكثر من عشر سنوات عن مُحب ياباني أكل حبيبته كي تصير في دمه؛ خوفاً من موته هو نفسه الذي يعطي لبقائها حية احتمال الارتباط بغيره، وعلى العكس مباشرةً نماذج كثيرة من الوفاء المُطلق، يتمثل أقصاها بالوفاة السريعة للطرف المتبقي بعد موت صنوه. وفيما بين ذلك وذاك تفعل الحياة فعلتها بخلق نماذج لا حصر لها من آلام ما بعد انتهاء العلاقة. إذاً تتمحور هدايا وجودنا عند النقطة “صفر”، ويرى كل منا حسب ما هو؛ ما الذي سيفعله بها، إذ تمارس تلك الوسائط التي كانت بيننا سِحرَ استحضارٍ ما، يأخذ بتلافيفنا بدءً من ذاكرة الروائح حتى لحظات الوداع المؤقت، إنه دربٌ متفقٌ مع ذات التواجد المتحيز لكوننا أحياء من غير سوء، ولسوف تعرض علينا أنفسنا وبلا هوادةٍ مصيرَ الحياة كلها ولو كانت مساحة وجودنا منحصرة في حجم نقطة ماء، فنحن أولاً وأخيراً أعضاء مبتورة بلا وجود شيء أو أحد، هكذا هو قانون تشكلنا المادي وما وراءه، ولسوف لا نحتاط كثيراً عند تأثير الفقدان علينا؛ ذهاباً إياباً، غير تاركٍ أثراً من بعد غياب. ??? ستأخذ الهدايا والرسائل العينينة منها والمُشفرة حيزاً جمالياً مُنهِكاً، وآخذاً في النسيان مُتسلطاً؛ سيأثم القلب بكل وجدانه؛ نافقاً تارة، ومتعذراً على الفهم أخرى، وتارة أسداً في غياهب الجُب. ??? ما الذي علينا فعله مع كل قلبٍ مُنكسر مُتحطم؟ .. سوى التفكير في اللحظات التي أصبحت متناهية الصِغر وباستمرار، حتى قليلاً يكون بإمكاننا أن نجد مبدأ مناقضاً لعلةِ كل حدث، دون أن يكون هناك: لما علينا دائماً أن نتحمل كينونةً هي محفلٌ لكل الموجودات. eachpattern@hotmail.com