في كتاب “مختارات من القصة القصيرة الأوزبكية” الصادر في شهر ديسمبر الماضي ضمن سلسلة إبداعات عالمية عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الشقيقة دولة الكويت، والذي يعتبر أحد أهم المؤسسات الثقافية الخليجية التي ترفد الساحة الثقافية بالترجمات للمنتج الابداعي العالمي، شدتني المعلومات الخاصة بسيرة القصة القصيرة الأوزبكية منذ مطلع القرن العشرين بكل تفاصيلها وأجوائها وأسماء كتابها. وهذا ما أثار فيّ تساؤلاً حول ماذا لو أراد باحث ما أن يقدم بحثاً مفصلاً ودقيقاً حول القصة الإماراتية أو القصيدة أو الرواية أو أي منجز إبداعي، هل سيجد جهة محددة لديها كل المنجز الإبداعي المحلي، أو سيتوه بين العديد من الجهات كاتحاد كتاب وأدباء الإمارات ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ودائرة الشارقة للثقافة والإعلام ودائرة الثقافة والإعلام بعجمان، أو إلى المبدعين أنفسهم؟ حتى الآن هناك جهد مهم وكبير على مستوى إصدار المنتج الإبداعي المحلي الإماراتي من مختلف تلك الجهات الرسمية والأهلية، جهد يستحق الإشادة والتقدير. ولكن عندما نتحدث عن تواجد هذا المنتج الابداعي في مكان محدد يسهل من جهد الباحث الوصول إليه، فإننا بالتأكيد سنواجه مشكلة، حيث الإنتاج الإبداعي مشتت بين كل تلك الجهات التي تصدر القصص والروايات والنصوص المسرحية والشعر، إضافة إلى إصدارات لمبدعين إماراتيين من دور نشر خارج الإمارات. لذلك لابد من وجود جهة رسيمة تقوم بجمع وحفظ وتوثيق كل المنتج الأدبي المحلي، ومن المهم أن تكون تلك الجهة هي وزارة الثقافة، نظرا لدورها الذي يمثل كل الطيف الإماراتي، حيث على الوزارة أن تعمل بشكل دؤوب على تجميع نسخ محددة من كل المنتج الابداعي الأدبي الإماراتي الذي يصدر سواء من المؤسسات الرسمية والأهلية داخل الدولة أو من دور نشر خارج الدولة، وذلك من خلال الرصد الدائم لكل إصدار محلي وكذلك العمل على رصد ماتم إنجازه من أدب على مدار السنوات التسعة والثلاثين من عمر دولة الإمارات وماقبل ذلك إن توفر. وهذا من خلال الذهاب إلى الأمام في عملية جمع هذا المنتج وليس الثبات وانتظار الكاتب أن يأتي بمنتجه الإبداعي للوزارة. فمن إحدى المسؤوليات التاريخية التي على الوزارة القيام بها هو العمل في هذا الجانب بشكل حثيث ودائم. فهذا الجهد سوف يقدم بالتأكيد الصورة الدقيقة السليمة عن حالة كل جنس أدبي في الإمارات ومراحل تغيره وتطوره والأسماء التي كتبت فيه، وكذلك رصد الواقع الاجتماعي وتغيراته في مسيرة السنين. سعد جمعة saadjumah@hotmail.com