منذ أيام قليلة مضت، كان الجدل الدائر في أكثر من برنامج تلفزيوني، حول الصحافة ودورها في الساحة، ولماذا «تطبطب» على الأندية في آسيا، ولا تعكس «خيبة الأمل» للشارع الرياضي، مثلما قال أحد الضيوف نصاً في أحد البرامج. وبدت الصحافة لبعض الوقت، وكأنها ليست السبب في التهدئة فقط، بل ربما هي السبب أيضاً في خسارة الأندية في آسيا، وفي تراجع مستوى اللاعب الفلاني، وإيقاف الآخر. وإذا كنا قد اعتدنا في بعض الوقت مثل هذا الكلام، من المسؤولين الذين يلومون الإعلام في أوقات كثيرة بأنه السبب في كذا أو كذا، سواء بالشحن الزائد أو المدح الزائد أو النقد الزائد، فإننا لم ننتظر ذلك من رفقاء الدرب، وهم متهمون بأكثر منا، فكثير من البرامج، لم يعد من ورائها طائل، سوى أن تنفخ في الدخان، لعله يتحول إلى نار. المهم أن الرد جاء، ليس من خلالنا، وإنما من خلال أرفع جائزة يمكن أن يتطلع إليها كل صاحب قلم، ممثلة في جائزة الصحافة العربية، التي حصل عليها القسم الرياضي بالاتحاد، ممثلاً في الزميل معتز الشامي، عن ملفه «الاتحاد تجوب دول أوروبا وترصد واقع الاحتراف بها»، وهو الملف الذي طرحناه على عدة حلقات قبل أن يبدأ الموسم، عله يكون مصباحاً تسترشد به الأندية في طريقها نحو الأفضل، وقبل هذه الجائزة، كنا قد حققنا أكثر من جائزة، أبرزها أفضل تغطية في بطولة كأس الأمم الآسيوية، وثاني أفضل تغطية في كأس الخليج العشرين باليمن، إضافة للكثير من النجاحات التي كانت محل تقدير من مسؤولي الوسط، ومن قرائه أيضاً. كل هذه النجاحات، بالإضافة إلى النجاحات التي يحققها غيرنا، لم تكن كافية لمن يتابعوننا، بأن يدركوا أن الصحافة الإماراتية قد بلغت سن الرشد، وأنها باتت ناضجة بالقدر الذي لا تنزلق فيه إلى الإثارة لمجرد الإثارة، وحتى عندما كان يقال لهم إن الأعمدة والزوايا تطرقت إلى كذا وكذا، كانوا يصرون على الفصل بين الزاوية والعمل الصحفي، وكأن أعمدة من يكتبون تنشر على الحوائط وأسوار المدارس وليست ركناً ركيناً من العمل الصحفي. لست في موقف المدافع عن «الاتحاد» فهي كبيرة بعملها وباسمها وقاعدتها العريضة، ولا عن الصحافة الإماراتية التي تحتل الصدارة في عدد مرات الفوز بالجائزة العربية، ولست طبعاً في معرض الدفاع عن القيم الصحفية التي نؤمن بها إيماناً عميقاً، ولكن في بعض الأحيان يبدو الأمر وكأنه غير واضح للكثيرين، فلا يمكن أن نختزل النقد في الإثارة، ولا يمكن أن تكون مهمتنا هي تصدير خيبة الأمل وقلة الرجاء للشارع، وإلا لأغلقنا صحفنا، وربما ما وجد حتى رواد البرامج ما يتحدثون فيه، فحتى هدوؤنا منحهم مادة لعدة حلقات، كانت خلالها الصحافة، هي الموضوع، والمتحدثون، وأصحاب المداخلات. أخيراً، صادق التهنئة للزميل معتز الشامي، وإلى رفيق دربي راشد الزعابي نائب رئيس القسم الرياضي ولكافة الزملاء، الذي تكاتفوا خلف هذا العمل، مثلما يتكاتفون يومياً خلف عشرات الموضوعات، ويعملون بروح الفريق الواحد، وكل أملهم أن تخرج تلك الصفحات للنور، وألا يجد أي منهم حرجاً في أن يحملها كل يوم بين ذراعيه، ليقدمها الى قرائه ، وهو واثق أنه اختار الكلمة الأمينة والمعنى الصادق، فالصحافة ليست فقط خبراً، لكنها أيضاً «تربية». كلمة أخيرة: منذ أيام حصد الجزيرة الثنائية، واليوم، نحن نحقق الثلاثية، والرابط بين الاثنين «من جد وجد». محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae