المدرب العربي يتعرض لأبشع أنواع الظلم فهو دائماً متهم، وغير مستقر، ولا يمثل الخيار الأول بالتأكيد، ليس الثاني ولن يكون الثالث وقد يكون الأخير، وعمله يبدأ عندما تسوء الأمور أو في مرحلة الطوارىء، ومع ذلك ننظر إليه نظرة غريبة يملؤها الشك والريبة وكل خطأه أنه لا يقول “لا” وفي حقيقة الأمر هو لا يستطيع أن يقولها، فلو حدث إن قال “لا” ومعاذ الله أن يقولها لاتهموه بالخيانة ولوصموه بالعار والتجرد من الوطنية ولكان نصيبه من الدنيا الاحتقار والنظرة الدونية. مع أنه في المجتمعات الأخرى والتي تسبقنا كروياً، تكون النسبة الأكبر لقبول هذا المدرب المسؤولية شبه معدومة، وتخيل أنك تضع المدرب في اختبار جدي وخطير في فترة قصيرة ومن ثم تطلب منه أن يحقق المستحيل والغريب أنه حتى لو حقق هذا المستحيل فهذا لا يكفي فيسعى البعض للإطاحة به والبحث عن إسم عالمي. في المجتمعات الأخرى يخافون على أسمائهم ويرفضون العمل في جو من العشوائية والتخبط، وهناك يكون الحساب في نهاية المهمة وليس أثنائها حتى لو كانت النتيجة أن يخسر الفريق البطولة، ويبقى الأهم ألا يتم الإخلال بمنظومة العمل من خلال قرار متسرع وصرخة مشجع، طالب بإقالة المدرب وأثارت صرخته الرعب في قلوب بعض المسؤولين. نحن شعوب عاطفية نرضى بسرعة ونغضب بشكل أسرع، لا نفكر في المساء إذ كان نهارنا بلا هموم ولا نخطط للغد طالما أننا نفوز اليوم، وهذا ما يحدث في معظم اتحاداتنا وأنديتنا التي تظن أنها أصابت الهدف عندما تقيل المدرب وفي نفس الوقت تنتعش الجماهير لهذه الخطوة وتهلل وتتحسن النتائج في الغالب إلى الأفضل، دون أن ندرك أنه تم هدم مرحلة كاملة من العمل. أما المدرب العربي الضحية فهو يبحث عن الفرصة وعندما يحصل عليها يحاول أن يتمسك بها ورغم قسوة الظروف يقوم بعمله على أكمل وجه وفي الغالب ينجح ولكنه في النهاية لا يصلح، لأنه لا يمتلك مقومات المدرب الأساسية من العيون الخضر والشعر الأشقر. في الختام: وحتى يتم تعديل أوضاعه ويجد الأذن الصاغية القادرة على سماعه، سيظل سلمان الشريدة مظلوماً وهو يرى وسائل الإعلام البحرينية تهاجمه وكل ذنبه أنه قبل المهمة الصعبة، وضحى بتاريخه واسمه عندما وجد منتخب بلاده بدون مدرب، فتحمل المسؤولية المستحيلة وفي غضون أيام قليلة يريدون منه أن يصلح ما أفسده الدهر وما صنعه الخبراء أصحاب العيون الخضر والشعر الأشقر. Rashed.alzaabi@admedia.ae