يبعث الفرح والحياة في المحيط الذي يسكنه، يغني لهذا الغصن وذاك، في لمح البصر ينتقل من زاوية إلى أخرى، لا تكاد تلمحه هنا، حتى في رمشة جفن يحط هناك.
وحدة الروح الطائرة بين الأشجار والجمادات المحيطة بالمكان، وفي بحثه الدائم عن الغذاء والحياة الهادئة الجميلة، يأخذك معه في عالمه الجميل.
لن تجد في الوجود أجمل من رفرفة عصفور ـأو”صفصوف” بالعامية الإماراتية. ومن زمن بعيد قال أهلنا في أهازيجهم للأطفال: “صفصوف الله لا حلك، تأكل زرع الأيتام، حلفت أنا ماكلته هذا شور الحمام”..
ولكن هذه مداعبة لهذا الطائر الصغير جداً الذي يزين سماء السواحل والمزارع والواحات.
إنه طائر جميل وديع محب لبيئته، لا يبالي بحرها أو بردها أو مناخاتها المتقلبة.
المساحات الخضراء والبيئة الجديدة في الإمارات الجميلة بحدائقها ومزارعها وأشجارها المختلفة الأنواع والأشكال، وحتى الحدائق والأحواض المائية التي زادت من مساحة توفر بيئة جديدة وجميلة للطيور التي تكاثرت وتعددت الأشكال والألوان، وحتى التي استوطنت الإمارات الآن، بعد أن توافرت البيئة المناسبة لحياة هذه الطيور، أخذت تألف أرض الإمارات وتنتج أفراخاً كثيرة، ولم تعد تجفل أو تخاف من الإنسان والحركة الدائمة والمستمرة لأنواع المركبات أو وسائل العمل دائمة النشاط والحركة، لم تكن في الأزمنة الماضية يمكن لهذه الطيور والعصافير أن تألف الإنسان أو تقترب منه كثيراً، وذلك لأنها في الماضي كانت عرضة للصيد والرمي بالبنادق أو الفخاخ، الآن لا يمكن أن يصطاد أحد أي طائر، أولاً للحياة الجديدة في الإمارات ووفرة الغذاء وتنوعه وانتشار ثقافة المحافظة على البيئة والكائنات الحية فيها، وأيضاً توافر المادة والقدرة الشرائية، بالإضافة إلى القوانين والنظم التي تمنع الصيد، لهذه الطيور والتي تزين البيئة والحياة، فبكل حرية واطمئنان تبني الطيور أعشاشها حيث تشاء، إنها تنعم بالحرية والسلام أينما اتجهت، بل أصبحت هذه الطيور جريئة ومطمئنة بأنها في أرض الحب والسلام، المناخ لها والأرض لها والسماء.
على ضفاف حوض المسبح في أحد المنتجعات البعيدة عن المدينة، حيث يمكن أن تنعم بفترة راحة قصيرة، قال: ماريو الفلبيني، أرجوا ألا تزعجوا العصفور الذي نسجت بيني وبينه صداقة طويلة، حتى أطمئن على هذا المكان وحبه كثيراً، وهذا هو يبني عشه داخل سماعة الموسيقى التي تسمعون صدى صوتها يسري في كل مكان، اقتربنا من حافة المسبح ومكان السماعات الكبيرة.
حط العصفور على السلك، تمرجح في الهواء وكأنه يرقص على الصوت الجميل الذي يأتي من تلك السماعات، قفز مقترباً من المكان تلفت كثيراً، ثم بحركة سريعة دخل في جوف السماعة وظل فترة قصيرة، ثم خرج وطار بعيداً، ظل في حركة دائمة بين الطيران والدخول إلى قلب السماعة والموسيقى، حيث عشه.. إنه طائر موسيقي جميل، زاد من روعة الموسيقى.


Ibrahim_Mubarak@hotmail.com