قد لا يعرف الكثير من القراء سارة ليا واتسون مسؤولة الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش” التي تزعم أنها معنية بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في العالم، وأراها “هيومن لايس ووتش” أي منظمة ترويج الأكاذيب والافتراءات.
سارة بالذات تخصصت في قلب الحقائق عندما يتعلق الأمر بجهود الإمارات، وما تبذل في مجال رعاية وتحسين ظروف العمالة الوافدة، وبالأخص التي تعمل في مجال الإنشاءات. وقد كانت آخر افتراءاتها عن الإمارات ما زعمت عن حشد لفنانين عالميين قرروا بحسب زعمها مقاطعة متحف جوجنهايم في السعديات عند اكتماله. وقد ردت شركة الاستثمار والتطوير السياحي المعنية بالأمر على مزاعمها في حينه. وفي كل مرة تحرص السلطات المختصة على تبيان وتفنيد أكاذيب هذه المنظمة، وتدعو الصحفيين ووسائل الإعلام لزيارة مجمعات السكن العمالية والاطلاع على تشريعات الدولة في هذا المجال، في ممارسة تؤكد نهج الشفافية والانفتاح الذي تحرص عليه الدولة لأنه لا يوجد ما تخفيه.
«الست سارة» التي تقدم نفسها على أنها حامية حمى حقوق الإنسان سقط عنها القناع هذه الأيام بعد أن طالبتها دوائر وهيئات منظمة معنية بمراقبة أداء المنظمات والجمعيات غير الحكومية، بالاعتذار أو الاستقالة، لأنها كتبت مقالين تدافع فيهما عن سيف الإسلام القذافي، ووصفته بأنه قائد ربيع الإصلاحات في ليبيا.
وما جدد إثارة الموضوع أن الرجل الذي أرادت ليا تسويقه للعالم على أنه نصير حقوق الإنسان ومحرك الإصلاح والتغيير كشفت الأحداث تلطخ أياديه ونظام والده بدماء مدنيين أبرياء طالبوا بالحرية والعيش الكريم، لتفتح عليهم جهنم الآلة العسكرية للنظام الجاثم على صدورهم منذ أكثر من 42 عاماً. مما دفع العالم الحر للتدخل لحماية الشعب الليبي من مطاردات “القائد الضرورة” وابنه “الإصلاحي” الذي تعهد بالقتال حتى آخر طلقة وإنسان وامرأة في ليبيا. وخيّر الليبيين بين حكم والده او الحرمان من الكهرباء والبترول والغاز والقبول بحرب أهلية. التقارير الصحفية تساءلت عن سر هذا المديح الذي كالته “الست سارة “ لسيف الإسلام القذافي، وتبشيرها بعهد جديد من الديمقراطية في ليبيا. جهات وأشخاص عديدون اعتذروا عن أي لحظة أو فعل تسببوا معها في تقديم “القائد الضرورة” وأنجاله على غير حقيقتهم. وتابعنا اعتذار فنانين عالميين عن حفلات شاركوا فيها للترفيه عن أركان النظام في ليبيا. ولم يكتفوا بالاعتذار العلني عبر وسائل الإعلام، وإنما أعادوا الأموال التي قبضوها والمغموسة بالدم والقمع وقهر المعارضين، أعادوها الى جمعيات خيرية وإنسانية تغيث بها من شردتهم حمم نيران كتائب القذافي الى الحدود الليبية المصرية أو الليبية التونسية لا حول لهم ولا قوة. وشاهدنا جامعات ودور نشر عريقة في الغرب تعتذر عن رسالة نشرتها أو درجة علمية منحتها أو كرسي أقيم بتمويل ليبيا القذافي، فهل تملك «الست سارة» جرأة الاعتراف بالحقيقة وتعتذر لكل من ضللتهم باسم الدفاع عن حقوق الإنسان؟، وتعتذر عن الاتجار بقضية حقوق الإنسان في بورصة مزايدات لا تدوم طويلاً، وسرعان ما تنكشف عند سقوط الأقنعة!.


ali.alamodi@admedia.ae