صبر فنال ودخل سجل الأبطال، وقبل الختام بأربع جولات وصل الجزيرة إلى خط النهاية ولا يزال في البداية، حقق بطولة الدوري للمرة الأولى في تاريخه، وما أجمل هذا الانتصار عندما يتحقق بعد طول انتظار، وبعد 37 عاماً من تأسيس النادي تحقق الحلم أخيراً وتم إسدال الستار على حكاية الأمتار الأخيرة، فقد ابتسمت الساحرة المستديرة، مبروك للجزيرة وإدارته ولاعبيه ومدربه وجماهيره. هناك علاقة خاصة بين الجزيرة والرباعيات، وقبل ختام الدوري بأربع جولات حقق الجزيرة الفوز على الوصل بالأربعة، وأعاد سيناريو الرباعية التي سجلها في شباك الوحدة قبل أكثر من شهر، عندما حقق لقب الكأس للمرة الأولى كذلك، وليكون هو موسم الرباعيات وموسم الثنائية وأيام الحصاد التي لن تتوقف طالما أنها ليست سوى البداية. سنوات عديدة ونحن نردد “الجزيرة غير”، وفي تلك السنوات كان الفريق يكتفي بإثراء الدوري، وكنا نجزم أن الحصاد قادم وأن المارد سيخرج من محيطه ليكتسح الجميع، وهذا ما فعله الجزيرة هذا الموسم عندما استفاد من أخطاء المواسم الماضية وتخلص من ترسبات تلك الأيام وانطلق ليحطم الأرقام، فلم يكن له منافس هذا الموسم ولم يجد فريقاً قادراً على إيقافه. “مبروك للذي في بالي”، قالها شيخ المعلقين علي حميد أثناء تعليقه على أحداث المباراة وهو يرى الأهداف تتوالى في شباك الفهود، من هو الذي في باله؟، ولا يحتاج الأمر للكثير من التفكير، فهو في باله وفي بالنا جميعاً، فهو الذي صاغ لكرة القدم في بلادنا ربيعاً، هو قائد المسيرة والرئيس الفخري لنادي الجزيرة، إنه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية. ومبروك قالها تترى واحدة هنا وواحدة أخرى هناك في إنجلترا، فهو الذي أعاد لجماهير مانشستر سيتي الأفراح بعد طول غياب ليتأهل الفريق إلى دوري الأبطال ويفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، وفي الأسبوع نفسه توج الجزيرة ببطولة الدوري ويحلق بالثنائية، هو صانع الفرح هناك وهنا، هو سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس النادي. نبارك للإدارة التي عملت على توفير كل متطلبات النجاح للفريق وتداركت أخطاء الماضي، فلم تترك شيئاً للصدفة، وللمدرب براجا الذي يعتبر أنجح مدرب في دورينا خلال السنوات الثلاث الماضية، وللاعبين والجماهير، نبارك لهم ونحن نتطلع للأفضل وننتظرهم في المستقبل، فغداً بلا شك يوم أجمل، يستحق الجزيرة الثنائية ولن تكون النهاية، يستحقها وليست سوى البداية. راشد إبراهيم الزعابي | Rashed.alzaabi@admedia.ae