لم يكن هناك حديث في المدينة خلال الأيام الماضية سوى عن مارادونا وسر الزيارة القصيرة للدولة ولنادي الوصل، هذه الزيارة التي أسالت حبر مطابع كبريات الصحف العالمية، كلها تريد أن تعرف مغزاها والدوافع من ورائها، وعندما يكون الحديث عن مارادونا فالكتابة عنه تغري القلم لأن كرة القدم هي مارادونا ومارادونا هو كرة القدم، وبالأمس صدر الخبر وتأكدت صفقة العمر ومارادونا رسمياً أصبح مدرباً للأصفر. خير الكلام ما قل ودل ولهذا يعلق الصديق إبراهيم الحداد أحد جماهير الامبراطور على فكرة قدوم مارادونا لتدريب الوصل قائلاً:” نحتاج إلى هذه العاصفة ونحتاج إلى زلزال بهذه القوة، نحتاج إلى شيء مجنون مثل هذا” فلم أجد تعبيراً أكثر دلالة بأقل عدد من الكلمات خير من هذا. ليس الوصل فقط ولكنه دورينا بل كرة الإمارات وبكل من ينتسب إليها من لاعبين ومدربين وإعلام ومسؤولين بحاجة إلى شيء مجنون مثل هذا، واليوم تأكدت صفقة العمر وسيكون دوري الإمارات وكرتها اعتباراً من الموسم القادم تحت عدسة المجهر، سيكون الوصل هو النادي الأشهر، ودعونا نتفاءل خيراً عل وعسى تكون مسابقاتنا الرابح الأكبر. قاد مارادونا الأرجنتين في كأس العالم التي أقيمت العام الماضي في جنوب أفريقيا، ويومها لم يكن للبطولة حديث سوى عن ذلك القصير السمين والنابغة الذي لم تعرف كرة القدم له مثيلاً، كانت وسائل الإعلام تراقب تحركاته وتتناقل همساته وانفعالاته، وتركزت عليه كل الكاميرات لتنقل تعابير وجهه وشيئاً من ملامحه، كان هو الشمس والبقية من حوله كواكب، حتى لو كان بينهم شاغل الناس هذه الأيام ليونيل ميسي. قد نتفق ونختلف على مارادونا المدرب، ولكن لا يوجد من يختلف على مارادونا النجم المصنوع من الذهب والذي تلاحقه الأضواء أينما ذهب، وتخيلوا أن نادي الوصل على مدار اليومين الماضيين كان حديث وسائل الإعلام العالمية لمجرد أن مارادونا كان هنا، ومر من هنا، وما بالك عندما سينتقل للعيش معنا، فبقدوم مارادونا ستكون كرة الإمارات ذائعة الصيت، أليس هو الذي كلامه حكايا وصمته “مانشيت”. في الختام: نجحت إدارة الوصل وكانت العملية قنبلة الموسم وأشبه “بضربة معلم” فقد أبرمت صفقة تاريخية مع كرة القدم، لأن مارادونا وكرة القدم وجهان لعملة واحدة، يقال إنها بدأت عندما داعبها في أول المسيرة وانتهت عندما لامسها للمرة الأخيرة، تظهر عندما يظهر وتبكي عندما يخسر، فمارادونا هو العقل الممزوج بالجنون، مارادونا هو الجنون وكرة الإمارات بحاجة لشيء مجنون مثل هذا. Rashed.alzaabi@admedia.ae