حضرت صباح أمس الندوة التي أقيمت بجامعة زايد برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس المركز الثقافي الإعلامي، بالتعاون مع سفارة كازاخستان لدى الدولة بمناسبة تقديم النسخة العربية لكتاب “نور سلطان نزارباييف ونشأة كازاخستان” للمؤلف جونثان أيتكين. وقد رأت النسخة العربية للكتاب الذي ترجم لعدة لغات، النور بدعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
أيتكين الذي كان وزيراً للدفاع في بريطانيا، وعضواً سابقاً في البرلمان البريطاني تحدث خلال الندوة عن المرة الأولى التي زار فيها أبوظبي، قبل نحو 45 عاماً، عندما بدأ حياته صحفياً ميدانياً في فيتنام، قبل أن تطلب منه الصحيفة التي كان يعمل فيها التوجه الى أبوظبي حيث التقى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. وقال عندما التقيت الشيخ زايد وجلس بنا على الرمال، يرسم رؤيته لبناء بلاده، كنا نعتقد أنه حلم. ولكن من يزور أبوظبي اليوم، ويشاهد صرحاً أكاديمياً كالذي نجتمع فيه اليوم، يحمل أسمه، يدرك كيف تتحول الأحلام الى حقيقة عندما يتمتع القائد بالحكمة والبصيرة والرؤية الثاقبة في قراءة المستقبل، لإسعاد شعبه.
وقال إن هذا الصرح الأكاديمي مجرد نموذج لما تحقق على أرض كانت تفتقر لكل شيء تقريباً من مقومات وشواهد الحياة العصرية التي تحيط بنا اليوم من كل جانب في وطن شيده بالإرادة القوية والحكمة وحسن توظيف الموارد والمحبة والتسامح. وقال إن هذه الصفات هي التي جذبته لشخصية كتابه، الذي تم اختيار أبوظبي لإطلاق النسخة العربية منه، تقديراً للروابط بين البلدين الصديقين، وزعيمهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ونور سلطان نزارباييف رئيس كازاخستان. وهو الرجل الذي أختار طواعية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وإعلان استقلال وطنه، التخلص من رابع أكبر ترسانة نووية في العالم ليتفرغ في أرض تزخر بثروات طبيعية هائلة لتنمية بلاده، التي كانت تضم أكثر من 1200 رأس نووية للصواريخ البالستية عابرة القارات، كما كانت تضم هذه الترسانة 104 صواريخ عابرة للقارات من طراز SS-18، المزود كل منها بمقدمة انشطارية تحمل عشرة رؤوس نووية ذاتية التوجيه، بمدى يصل نصف قطره الى أكثر من 12 ألف كيلومتر.
نشاهد مثل هذا النموذج للتنمية في العالم، بينما بعض المغامرين في مناطق أخرى من هذا الكوكب يسعون جاهدين لامتلاك قدرات عسكرية نووية، على حساب تردي الأوضاع المعيشية لشعوبهم، التي تصل لحافة المجاعة، ويعرضون أمنهم الوطني والإقليمي لخطر عظيم، ومع هذا لا يبالون أو يظهرون حداً أدني من المسؤولية تجاه بلدانهم، لافتقارهم الى بصيرة الحكماء، الذين يعتبرون القوة الحقيقية للأوطان مخزونها من الكفاءات العلمية المؤهلة. وذلك هو الفارق بين مغامرين ابتليت بهم العديد من البلدان، وبين حكماء يحملون مشاريع بناء أوطان تقوم على إسعاد الإنسان فيها بجهد تنموي حقيقي يقوم على البذل والإخلاص، وإرساء قيم التسامح والمحبة والتعايش والمصالح المشتركة.


ali.alamodi@admedia.ae